عندما يتحول الحب إلى ساحة معركة
أتذكر نفسي قبل سنوات، كنت أبكي بحرقة وأسأل: لماذا لا يحبني زوجي كما أحبه؟ مع أنه لم يكن مقصرًا في واجباته، لكن مشاعره كانت غائبة. كنت أبحث عن إجابة، عن سبب لتغيره، عن سبب لبروده.
أمضيت أربع سنوات أبحث عن حل، وكل يوم كانت المشاكل تتفاقم، والشرخ بيننا يزداد. تحولنا إلى شخصين يؤديان واجباتهما على مضض، دون رغبة حقيقية في الاستمرار. بدأت أشعر بالكراهية تجاهه، وكنت أعتقد أنه يبادلني نفس الشعور.
لم يكن الأمر مجرد تجاهل لمشاعري، بل كان يتعمد إيقاف كل ما يسعدني. اعترض على دراستي، رفض المنحة الدراسية، وحتى مكافآتي لم يصرفها. كان يسعى لإطفاء أي بصيص فرح في حياتي.
وفي المقابل، كنت أرد عليه بنفس الطريقة. إذا جلس لمشاهدة التلفاز، اتهمته بأنه يشاهد النساء. إذا استخدم الكمبيوتر، اتهمته بأنه يبحث عن غيري. في السوق، كنت أراقب عينيه، وأمنعه من النظر يمينًا أو يسارًا.
حتى في أبسط الأمور، كنت أهاجمه. إذا عاد متعبًا من العمل، ووجدني قد أعددت له الطعام، واعتذر عن الأكل بسبب الإرهاق، كنت أقول له: "لو كنت أعلم أنك ستعود شبعانًا، لما تعبت نفسي."
وفي الليل، إذا أراد النوم، كنت ألومه: "ستنام وتتركني وحدي؟" مع أنني كنت أقضي يومي بين النوم ومشاهدة التلفاز، ولا أشاركه أي وقت.
كانت النتيجة كراهية متبادلة، وتحطيم للمعنويات، وتبادل للألفاظ الجارحة. هو كان يلتزم الصمت، وأنا كنت أزيد في الهجوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق