هذا كان سبب طلاقي والحمد لله

 أنا امرأة عاشت وجربت الطلاق مرتين…

مرة لأن زوجي خانني، ومرة لأننا دخلنا في مشادة كلامية كبيرة، انفجرت فيها كل الخلافات المتراكمة، واللي ما كانت مجرد كلمات، كانت وجع سنين طويلة.

وكل مرة كنا نرجع لبعض…
بس مو لأننا نشتاق، ولا لأن بينّا شي يجمعنا،
نرجع مغصوبين، مجبرين عشان الأولاد،
عشان نخليهم تحت سقف واحد، لكن الحقيقة؟ ما كنا تحت حياة وحدة.

أنا وهو شرق وغرب…
أنا أبحث عن اهتمام، عن كلمة حلوة، عن حوار بسيط، عن حضن.
وهو؟ يشوف الحياة الزوجية كلها تختصر في إنه "يوفر بيت وأكل".
هذا دوره في نظره، والباقي؟ مسؤولية غيره أو ترف ما له داعي.

يصحى الصبح، يداوم، يرجع يتغدى، ينام، وإذا طلع؟
ما يرجع إلا وقت النوم.
البيت بالنسبة له صار فندق، وأنا والعيال؟
نعيش كأننا في حجر منزلي طويل، ممل، خانق.

عيالي صاروا يلحقوني من الضجر،
وأنا؟ وحيدة طول الوقت، لا أحد يسمع، ولا أحد يحس.
ومع هذا، ما أقدر أطلع، ممنوعة من الخروج لأي سبب إلا المستشفى،
حتى صديقاتي، قطعني عنهم.
صرت في حبس انفرادي… بيت، عيال، جدران، وسكون مرعب.

وبغض النظر عن كل هالصورة الباهتة، فيه عيوب ثانية ما أقدر أسكت عنها:
قلة احترام، نظرات استهزاء، سخرية من كل شي،
وحتى خيانة، أيوه، خيانة مرة ورا مرة،
ومو بس كذا… أسرار بيتنا؟
صار ينشرها، يخبر الكل عنها،
بس ما يفكر ياخذ رأي أحد مختص،
ولا يرضى نروح لدكتور أسرة أو شيخ دين يوجهنا.

كل مرة كنت أتحمّل، وأقول: "عشان العيال، عشان ما يضيعون"،
بس اللي سواه آخر مرة؟ كسّر كل صبر فيني.

قلت له بكل هدوء: "أبغي أغير الشغالة، تعبتني وغبية وما تساعدني"،
رد عليّ كأنّي سبّيت أمه!
طردني من البيت… وهددني، وقال لي: بياخذ العيال وبيطلقني.

أنا ما سكت… خذت عيالي، ورحت بيت أهلي.
قلت: "كفاية ذل، كفاية خوف، كفاية طعن."
واليوم؟
هو بيموت من القهر، يبي العيال عنده،
مو حبًا فيهم، بس نكاية فيني،
يبيني أذوق طعم الألم اللي هو زرعه فيني.

وأنا؟
ما أدور طلاق ولا تمرد،
أنا بس كنت أبي حياة، بيت فيه روح، زوج فيه قلب،
بس للأسف، يمكن نصيبي كتبه الله اختبار، وأنا أحاول أطلع منه أقوى.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تسلمين يا الغالية على مشاركتك لتجربتك،
والله يعطيك العافية ويجزيك خير،
سبحان الله، لما نسمع عن مصيبة غيرنا، تهون علينا مصايبنا،
ربي يفرجها عنك، وعنا، وعن كل مسلم ومسلمة عاجلاً غير آجل يا كريم.

اللهم ارزقنا الصبر والثبات في الدنيا والآخرة،
ويعظم أجرنا وأجركم،
ويكتب لنا ولكم كل خير وصلاح في الدنيا والآخرة،
أنا مثلكم، مطلقة من سنتين تقريبًا،
وعندي ولد، الله يخليه لي ويحفظه من كل شر ومكروه.

ما أقول غير:
"يا رب، اكتب لنا الصالح، والخيرة، والراحة اللي تملأ قلوبنا سكينة ورضا"،
واحفظنا جميعًا من شرور الناس،
وسخر لنا الطيبين في دنيانا، وارزقنا الخير كله، عاجله وآجله.

إرسال تعليق