تزوجت مسيار وحبيتها

 تزوجت مسيار وحبيتها، تجارب الرجال مع المسيار، انا شاب تزوجت مسيار، تجربتي مع زواج المسيار، مميزات وعيوب زواج المسيار.

تزوجت مسيار وحبيتها

أنا رجل متزوج، وحياتي الزوجية ما فيها مشاكل كبيرة…
بس مو معناته إنها كاملة.

زوجتي إنسانة طيبة، خلوقة، تهتم فيني، بس كل شي بيننا صار روتين.
يعني… ما أذكر متى آخر مرة حسيت إني مشتهى، أو إني مثير للاهتمام…
هي تحبني، بس بطريقتها، وأنا أحتاج شي ثاني ما أقدر أطلبه منها بدون ما أحس إني أناني.

ما كنت أدور زواج ثاني، ولا كان في بالي المسيار…
بس تعرفون كيف بعض اللحظات، يمر عليك شي يخليك تضغط زر ما كنت ناوي تلمسه؟

كنت في سفرة عمل، وبالي مشغول ومليان ضغط، دخلت سناب ورأيت إعلان من وحدة تعرض خدمات توصيل للعوائل، بس طريقتها في الكلام وطريقة ظهورها خلتني أوقف وأطالع سناباتها كأن فيها شي غريب…
فيها دفء… فيها اهتمام… فيها نظرات ما شفتها من زوجتي من سنين.

تابعتها يوم، يومين، ثلاثة…
لين لقيت نفسي أرسل لها:
"إذا عندك خوات أو معارف مهتمات بالمسيار، أنا إنسان جاد."

ردت علي بعد يوم:
"النية طيبة؟"

قلت: "نعم."
قالت: "خلاص، بكلمك على الخاص."

من هناك بدأ كل شي.

ما طوّل الموضوع كثير، ورتبت لي مكالمة مع وحدة تقول إنها أرملة وعندها بنت، وتشتغل شغل عن بُعد، وتبي رجل يسندها ويكون لها سند، من غير دوشة الزواج الرسمي، ولا تدخلات الأهل.

كان اسمها (خلينا نقول نورة).
صوتها ناعم، ومرتب.
تعرف تتكلم، تعرف تسكت، ودايم كلماتها فيها ذوق واحترام.
ما تمينا كثير نتكلم حتى قلت لها:
"أبغى أشوفك، بس ما أبي شي محرم، أنا جاد."
قالت: "إذا جاد خلنا نعقد، وبعدها نشوف."
وفعلًا… تم العقد بعد كم يوم، بسرّية تامة، وصرنا على الورق زوج وزوجة.

أول لقاء بيننا كان بمكان هادي بسيط.
يوم دخلت، كنت متوتر بشكل غريب.
بس هي… كانت مرتبة، بسيطة، عيونها تلمع كأنها تنتظر هاللحظة من سنين.
ضحكتها، طريقتها في الجلوس، حتى لمسة يدها لما سلّمت علي… كل شي فيها كان يصرخ: "أنا أبيك، وبس أنت."

جلست قدامي وسكّتنا، مو لأنه ما عندنا كلام، بس كأننا نحاول نستوعب اللي صار.

هي كانت حنونة، بشكل يخوف.

قامت تسألني:
– تحب الشاي أو القهوة؟
– تحب الهدوء أو الضحك؟
– تبي نتكلم عنك أو عني؟
كانت تلمّني كأني طفل رجع من غربة طويلة.

بس تدري وش المشكلة؟
أنا ما كنت نظيف من جوّا.
كنت شايل ذنب زوجتي على ظهري، وحاس إني عايش لحظة مو لي.

ومع هذا… استسلمت.

كل لحظة قضيتها معها كانت مليانة دفء، وكأنها تعوضني عن كل شي فقدته…
كل شي كنت أتمناه من زوجتي، لقيته في نورة.

بس كانت تقول لي أشياء غريبة…
– "إذا حبيتني، لا تتركني."
– "أرجوك لا تكون مثله…"
– "أنا أقدر أكون لك كل شي، بس لا تكسرني."

وكنت أضحك وأقول: "ما راح أكسر فيكي شي."
بس ما كنت أعرف… إنها كانت مكسورة من أول، وأنا قاعد أمسك الشظايا بيدي، وأنا أضحك.

عدّت أول أسابيع من زواجي بنورة كأنها حلم…
كنت أعيش معها مشاعر ما قد ذقتها، كنت أحس إني مرغوب، إني مهم، وكل تفصيلة فيني كانت تعني لها شي.

كنا نلتقي يومين أو ثلاثة بالأسبوع، وكل مرة كأننا نتقابل لأول مرة، لبسها، عطرها، صوتها الهادئ، وطريقتها لما تهمس باسمي…
كنت أطلع من عندها وأنا منتشي، أحس إني شاب عشريني توه يكتشف الحب من جديد.

لكن… ما طولت الفرحة.

بدأت نورة تتغير، شي بسيط بالبداية…
مرة تتأخر بالرد، مرة يكون صوتها بارد، مرة تنسى شي مهم قلته لها قبل يومين.

سألتها مرة: "صاير شي؟"
قالت: "لا، بس مشغولة شوي، وش فيك صاير حساس؟"

وأنا فعلاً صاير حساس…
حبيتها، وتعلقت فيها أكثر من اللازم، وأنا كنت داخل بعقلية التجربة، لكن قلبي سبقني.

كنت متوتر، أحس إن في شي ما أفهمه…
لين جا اليوم اللي قلب كل شي.

كنت جالس معها، نطالع تلفزيون، وفجأة جوالها رن، شافته وسكّتت، ووجها تغيّر.
قلت: "مين؟"
قالت: "مو مهم."

سكت، بس قلبي بدأ يدق بطريقة غريبة.
أخذت جوالها ودخلت الحمام… وجلست هناك 15 دقيقة.
طلعت، قلت لها بهدوء: "أنتي تتكلمين مع أحد؟"
قالت: "لا تدخلني في شكوكك، ترى أنا متزوجتك مسيار، مو عشان تراقبني وتضيق علي!"

هنا… أول مرة أحس إني غريب عنها.
أول مرة أحس إن في جدار بيني وبينها.

رجعت البيت وقلبي مش مرتاح، واليوم اللي بعده جاني شعور غريب، فتحت رقم ثاني كنت استخدمه قديم، ودخلت على نفس الخاطبة اللي عرفّتني عليها.
وسألتها، كأني رجل جديد:
"عندك وحدة أرملة، اسمها نورة؟"
ردت بسرعة: "إي نعم، باقي ما تزوجت، تبيني أرسل لك رقمها؟"

الدنيا دارت فيني.
يعني أنا؟ مين أكون؟ مجرد واحد من القائمة؟
يعني كل اللي بيني وبينها… تمثيل؟

ما صدّقت، خذيت الرقم، وكلمتها من الرقم الجديد.

قلت: "أنا من طرف أم فلانة، وأبي شوفة شرعية."
ردّت كأنها أول مرة تسمع صوتي… وبصوتها العذب المعتاد، قالت:
"أهلًا وسهلًا، أكيد، نتفق على الوقت والمكان."

وانتهى الاتصال.

جلست على السرير وأنا مصدوم.
كل شي صار فجأة مو حقيقي.
حتى الليالي الحلوة اللي قضيتها معها، صارت تتشوه براسي.

صرت أفكر… هل أنا غلطان؟
ولا هي فعلاً تستخدم الزواج كوسيلة مؤقتة للحاجة؟
هل فعلاً في نساء يلبسون قناع المثالية، بس داخلهم كل شي غير؟

وما كلمتها بعدها…
ولا حتى واجهتها.

بس من ذاك اليوم وأنا عايش بشعور "الخديعة"...
تجربة المسيار اللي كنت أتخيل إنها "راحة" و"تجديد"، طلعت درس ثقيل…
درس ما أنساه.


مرت كم أسبوع بعد ما اكتشفت إن نورة تخدعني، وما قدرت أنطق ولا كلمة… لا واجهتها، ولا حتى واجهت نفسي.
كنت أناظر وجهي في المراية وأقول: "وش كنت تدور؟ وش لقيت؟"

كل يوم كنت أرجع للبيت وأحاول أمثل إن كل شي طبيعي.
زوجتي الأولى، اللي كانت شريكة عمري، كانت تحس…
تحس إن في شي مو طبيعي، بس ما تقدر تمسكه بيدها.

كنت أقعد معاها وأحاول أفتح مواضيع، أضحك، أسولف، لكن صوتي ما فيه روح…
صرت أناظرها وهي تحط الأكل، وهي تهتم في عيالي، وهي تدعيلي قبل أنام… وأحس بجلد ذات ما قد شعرت فيه بحياتي.

مو لأني ندمت على زواجي من نورة، لا، أنا ندمت لأني صرت إنسان ثاني وقتها.
كنت أكذب، أتخفي، أمثل، وأهرب.

كل يوم يمر وأنا في قلبي غصّة…
غصّة إني خنت وحدة عطتني سنين عمرها، وخذلتها عشان لحظة مزاج، لحظة "تجربة"، زي ما كنت أقول لروحي.

المصيبة الأكبر؟
أني صرت أحن لنورة… رغم اللي سوّته فيني، رغم إنها مثلت علي، إلا إني كنت أرجع أفتح المحادثات، وأعيد قراية كلامها، أسمع تسجيلاتها، وأحس شي جواتي مكسور.

ياخي، شي يوجع، إنك تشتاق لشخص خانك.
إنك تحب وهم، وتعرف إنه وهم، بس ما تقدر تمحيه.

وأسوأ من كذا، بدأت أتغير مع زوجتي…
صرت بارد، سريع الغضب، قليل الكلام…
كل شي صار ثقيل، كل شي يذكرني إنّي غلطت، وإنها ما تستاهل اللي سويته فيها.

وفي ليلة، كنا جالسين أنا وهي نشرب شاي، التفتت لي وقالت بهدوء:

"أنت تحب وحدة ثانية؟"

سكت.
والله ما عرفت أرد، ما عرفت أكذب، ولا حتى أشرح.


وهي، دمعة صغيرة نزلت من عينها، وقالت:

"أنا حاسة، من زمان… بس كنت أقول يمكن تتغير، يمكن ترجع."

قامت من عندي، دخلت غرفتها، وسكرت الباب…
وأنا جلست، حاس ببرودة الأرض، وكأن كل الدنيا وقفت، كل شي داخلي تكسّر.

أنا مو بس خسرت نورة،
أنا خسرت نفسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق