"أنا مطلقة… وانكسر فيني شي ما شافه أحد"
أول ما انفصلت، كنت مرتاحة… صدق، ما بين على وجهي شي، حتى أهلي ما شافوا الحزن،
بس بعد شهرين، يمكن ثلاثة، فجأة حسّيت بثقل على صدري، ضيقة وهم، كأن شي قديم انفجر داخلي.
كنت من وقت زواجي وأنا أكتم… هم فوق هم، وأقول أصبر، بس سبحان الله، القلب له طاقة، وجا الوقت وانفجرت.
صرت أوسوس، أفكر، أرجع أسترجع كل تفصيلة مرّت علي،
بس مع كل هذا، أحمد ربي وأشكره، لأني بدأت أرجع لطبيعتي شوي شوي،
لكن ما أخفي عليكم، جواي جرح عميق…
وكل ما فكّرت: "مين خذاني؟ متى بتزوج؟"
أحس بهواجس تاخذني، تشدني، وأنا أحاول ألهي نفسي… بس هذا طبع فيّ.
اللي يزيد وجعي؟
إني شفته… أكثر من مرة.
شفت طليقي في الشارع، في البقالة، في محل،
وهو ساكن في حارة قريبة، عشان كذا صادفته أكثر من مرة.
لكن اللي فعلاً طعني، يوم شفته مع ولده…
أحسيت بسكين دخل قلبي، دموعي نزلت، وقلبي تهز.
رجعت البيت منهارة، ما قدرت أتحمل، اتصلت على أعز صديقاتي وفضفضت لها،
بس قلبي ظل موجوع،
كيف يطلقني، ويتزوج، ويجيب طفل، وكأن شي ما صار؟
وأنا؟ كنت لسا في العدة وقتها، وهو بكل بساطة كان يشوف حياته.
تخيلي حتى أرسل لي إيميل غريب،
ما كتب اسمه، بس قال:
"نورتِ البقالة بوجودك… بس الله يهديك، وراك تطلعين لحالك؟"
وكل عام وأنت بخير…
قلت في نفسي: "وش تبي؟ وش هدفه؟"
هو اللي طلق، وكان مصر، ورافض الرجعة، واليوم يرجع يلمّح؟
ما فهمت… بس سكّرت الباب، ما رديت، وما علمت أحد إلا أختي وصديقاتي المقربات.
وكل مرة أشوفه أو أتذكره، يرجع الألم،
صعب أنسى موقفه لما قال لي:
"يلا لمي أغراضك"، وكان الوقت ليل،
قلت له: "خلها لبكرة"، قال: "لا، الحين"،
طلعت من بيته شنطتي بيدي، ودمعتي على خدي،
وطرقت باب أهلي كأني دخيلة، مو بنتهم.
كان دايم يتصرف معي بقسوة، أي مشكلة صغيرة، يشطبني،
ما يعذر، ما يصبر،
حتى قالها لي بصريح العبارة:
"أنا ما أرجع أحد إذا اختلفت معه، حتى لو كان أقرب الناس"
قلت له: "بس أنا زوجتك، بيننا ميثاق غليظ"،
قال: "ما أقدر."
والله ما أنسى هالكلام…
بس أقول الحمد لله على كل حال.
راضيه بحكم ربي، ومؤمنة إن كل وجع مكتوب له شفاء،
وكل كسرة، بيجي بعدها جبر… بإذن الله.
أهلاً وسهلاً بكل من "انطلقت" لحياة جديدة،
ردحذفأنا شخصياً أفضل أقول "منطلقة" بدل "مطلقة"،
لأن الطلاق ما كان نهاية… كان بداية، خطوة جديدة في طريقي،
ومع إني ما أستحي من كلمة "مطلقة"، لأن الزواج قسمة ونصيب،
لكن "منطلقة" تعني لي الكثير… انطلاقة لحياة أوسع، أهدأ، أنضج.
هل تقبلوني أخت جديدة بينكم؟
أنا مطلقة من فترة، وعمري الآن 21 سنة،
ويوم تطلقت، كنت حتى ما كملت العشرين!
ما زلت طالبة، وطلاقي كان "خلع"،
واخترت الطلاق بنفسي، لأني كنت أفضله على الاستمرار في زواج أتعبني نفسيًا،
ما كنت مرتاحة، وكان انفصالي هو الخيار الأفضل لي ولروحي.
الحمد لله دائمًا وأبدًا،
ربي كريم، وما ياخذ شيء إلا ويعطينا خير أكبر منه.
لكم مني كل المحبة والتقدير،
وإن شاء الله نكون سند لبعض بهالرحلة الجديدة. 💛
أنا أيضًا مطلقة…
ردحذفعشت ثماني سنوات من عمري وأنا أقاوم الألم،
تنازلاتي كانت كثيرة، وكلها من أجل ألا أصل إلى كلمة "طلاق".
كنت أقول: اصبري، يمكن يتغيّر… يمكن الحياة تهدى.
لكن للصبر حدود،
وحين انتهت قدرتي على الاحتمال، طلبت الطلاق.
المرأة المطلقة لا تبدأ ألمها يوم توقيع الورقة،
بل يبدأ من أول لحظة تضطر فيها تتنازل عن نفسها لتُبقي الحياة قائمة،
تعاني في زواجها…
وتستمر معاناتها بعد الطلاق،
الضغط النفسي، الوحدة، نظرات الناس، الخوف من القادم، كلها تنهشها بهدوء.
الحمد لله، أهلي تفهموا وضعي،
رغم إنني يومًا ما تحديتهم لأجل هذا الزواج،
لكنهم سامحوني، واحتضنوني،
وصاروا يعوضوني بالحنان اللي كنت أفتقده،
وصرت أحس إنهم الظهر الحقيقي اللي ما ينكسر.
لكن…
المشكلة اللي ما تفارق قلبي هي "الأمومة"،
أكبر حلم لأي امرأة.
رغم كل المشاكل اللي عشتها، كنت أقول: بس أبغى طفل… بس أحس بطعم الأمومة.
لكن ما كتب الله،
ويمكن هذا خير ما كنت أشوفه.
طليقي…
ما زال شبحه يراودني،
مو حبًا فيه، لكن لأنه أضاع من عمري الكثير،
حرمني من الاستقرار، من الطمأنينة، من الأمومة… من نفسي.
هو تزوج من جديد، لكنه إلى الآن لم يُرزق بأطفال،
وأنا كل يوم أواجه سؤال مؤلم داخلي:
هل سيتحقق حلمي؟ هل راح أنجب؟ هل فيه أحد بيحتويني يومًا؟
أفكر أحيانًا لو كان عندي عمل ثابت ودخل جيد،
لكنت تبنيت طفل، وملأت الفراغ اللي في قلبي،
لكن ظروفي ما تساعد…
والحلم يبقى حلم، مؤجل إلى أجل لا أعلمه.
الخوف من المستقبل شيء يطارد كل مطلقة،
نخاف من الوحدة، من العمر، من قلة الفرص، من نظرة الناس،
لكن أكثر شيء نخافه: أن نعيش العمر كله ننتظر "صدر حنون" يحتوينا، وما يجي.
أدعو ربي في كل لحظة:
"يا شاهداً غير غائب، ويا قريباً غير بعيد، ويا غالباً غير مغلوب،
اجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا،
وارزقني من حيث لا أحتسب."
اللهم عوّض قلبي عن كل وجع،
واكتب لي فرحة تُنسي كل ما مضى.