"أنا على وجه طلاق… وخايفة، بس قراري واضح"
أنا عارفة إني راح أطلق، والقرار هذا خلاص استقر بقلبي،
مو بسب هوا، ولا لحظة غضب،
بس لأني وصلت لمرحلة ما عاد أقدر أتحمّل،
أنا تعبت… من كتمان، من وجع، من حياة ما فيها راحة،
فصار لازم أواجه نفسي الضعيفة… وأنتصر عليها.
أنا اللي أبي الطلاق،
بس مو معناته إني ما خايفة…
خايفة من أشياء كثيرة.
خايفة من المادة،
أنا ما أتخيل آخد شي منه، حتى لو كنت أحتاج،
وأقول يمكن أرجع أدور شغل، أو يمكن والدي يتحمّل من جديد،
وكل ما فكرت بهذا الشي، أقول: "الله يعينه… بس وش بيدي؟"
وخايفة من فقدان الحريّة،
الحرية اللي كنت أتمتع فيها وأنا زوجة،
كنت أطلع، أتمشّى، أروح صالونات، أسوّي اللي يعجبني،
بس بعد الطلاق؟
مين راح يعطيني هالمساحة؟
وين بروح؟
وش بيكون لطلعاتي طعم وأنا ما عاد عندي سبب أطلع عشانه؟
حتى الزينة…
وش الزينة من غير مناسبة؟ من غير أحد يطالعك بعين حب؟
كل هالأشياء بيختفي طعمها،
يمكن الشي الوحيد اللي بيبقى له طعم،
هو طعم الانتصار على نفسي، على ضعفي، على عجزي.
أنا بطلق، لأني أبي أصلح حياتي، أبي أكون إنسانة تقدر تشيل نفسها،
أبي أوقف من جديد،
أبي أعيش وأنا ما أقول: "ليش سكت؟ ليش قبلت؟"
وخايفة…
إيه خايفة من الوحدة، لأني فعلاً ما عندي صديقات،
ولا علاقات، ولا زيارات، ولا طلعات إلا معه،
أنا كنت أطلع بس للسوق أو للفسحة أو للصالون…
واليوم؟
وش بيبقى لي؟
البيت وسكوته؟ الفراغ والليل الطويل؟
وخايفة إنه ياخذ ولدي،
رغم إنه للحين ما مهتم فيه ولا يحس بوجوده،
بس ما أدري…
كل شي يصير في الطلاق ممكن،
والفراق يوجع، والخذلان يذبح.
وصدقوني؟
لو جاني نصيب زين، ما راح أرفض،
لكن حتى هذا له خوفه…
خايفة أنزف من جديد، أخسر من جديد، أتأذى من جديد.
أنا أكتب لكم اليوم، عشان أقول:
خلونا نوقف جنب بعض،
ترى الوحدة مو بس بدون رجال…
أصعب وحدة هي لما ما تلقين أحد يفهمك، يسمعك، يمسك يدك ويقول لك:
"أنا جنبك، وما راح تطيحين."
ادعوا لي، وقولوا لي: وش تسوّون لو كنتم مكاني؟
وش الكلمة اللي كنتِ تتمنين تسمعينها قبل لا تطلقين؟
لأن اليوم…
أنا محتاجة أسمعها.
هناك تعليق واحد:
صح كلامج يا أختي…
أنا بعد أحس نفس الإحساس،
أيام كنت بنت، كنت أحب ألبس وأهتم بنفسي،
مو عشان أحد، والله العظيم، بس لأني كنت أحب أدلع نفسي، أحب أفرح قلبي،
كنت أتمشى في السوق وأنا من داخلي مبسوطة على شكلي وذوقي.
بس الحين؟
الحين كل شي صار ماله طعم…
حتى اللبس، حتى المكياج، حتى العطر اللي كنت أحبّه،
ما عاد أحس فيه نفس الحماس.
وأيام الملكة؟
كنت بعدني أتمسك بهالعادات،
أحاول أزين، ألبس، أرتب،
بس خطيبي؟
ولا كأنه يشوف،
ولا مرة مدح لبسي من نفسه، ولا حتى قال لي كلمة حلوة عن شكلي،
إلا إذا سألت!
وأغلب الأحيان، لما أسأله، يرد بكلمة تكسرني:
"مو عاجبني" أو "عادي"،
وأنا؟
أكون متحمسة وفرحانة من داخلي… بس رده يطفيني.
وصلت لمرحلة أحس فيها إن كل شي أسويه ما له معنى،
ما عاد فيه حماس،
ما عاد فيه فرحة.
صرت أعيش وأنا أقول: "ليش أزين؟ ولي منو؟"
يمكن ناس تقول عني سطحية،
بس أنا كنت أفرح بالأشياء البسيطة،
كلمة، نظرة، مدح صغير…
بس لما تنعدم حتى هالأشياء،
تصير الحياة رمادية، ثقيلة، ما فيها لون.
أنا ما أبي شي كبير،
أبي بس أحس إني مرغوبة، إني أنثى، إني محط تقدير،
لكن إذا حتى هالشي ما حسيت فيه،
وش اللي بيخليني أتم؟
أنا اليوم واقفة عند باب قرار…
قرار طلاق…
قرار صعب، بس يمكن يكون خلاص من حياة أنا مو مرتاحة فيها.
الله يعين كل وحدة فينا تمر بهالمرحلة،
ويبدّل حالنا لحال أجمل،
ويعوضنا عن كل لحظة انكسرنا فيها بصمت.
إرسال تعليق