حب الذات تحفيز، حب النفس وتقدير الذات، تجربتي مع حب النفس، وتقدير الذات، أحببت نفسي وتغير كل شيء,احببت نفسي فاجمع الكل على حبي,احببت نفسي فنجوت,فوائد حب الذات,
حين التقيت بنفسي أخيرًا
لم يكن الأمر فجائيًا، لكنه كان عميقًا كأنني أستيقظ من سباتٍ طويل. لسنواتٍ كثيرة، كنت أركض خلف الآخرين. أعطيهم من وقتي، من مشاعري، من طاقتي، حتى ظننت أنني خُلقت فقط لتلبية رغباتهم، ولإثبات جدارتي بمحبتهم. ووسط هذا العطاء المستمر، نسيت نفسي. تجاهلتها، كأنها لا تستحق أن تُرى أو تُسمع.
لكنني بدأت مؤخرًا أنظر إلى نفسي بعينٍ مختلفة. بعين أكثر رحمة، أكثر حبًا. بدأت أدرك كم ظلمت نفسي كل تلك السنوات، وكم كنت بحاجة إلى أن أحتضن ذاتي، أن أسمعها، أن أُعطيها حقها من الاهتمام والرعاية.
ما كان ينقصني يومًا هو "التوجيه". أن يرشدني أحدهم إلى نفسي، أن يُعلّمني كيف أُحبها دون شعور بالذنب، كيف أعتني بها دون أن أبدو أنانية. هذا التغيير لم يأتِ من فراغ. كان لا بد من الألم، من الإحباطات، من التجارب المُنهكة. وكان لا بد أن أتعلم، أن أقرأ، أن أستمع، حتى بدأت أتشكل من جديد.
اليوم، أستشعر التوازن في حياتي. ليس لأن الظروف مثالية، بل لأني أصبحت أضع نفسي في أول القائمة، وأتعامل مع هذا الاختيار كحقٍ لا كخطيئة. بدأت أُلبّي رغباتي الصغيرة التي طالما تجاهلتها، من لحظات الراحة إلى الأنشطة التي أحبها. ومع هذا الاهتمام، لاحظت أن الآخرين بدأوا يهتمون بي بطريقة مختلفة، كأنهم يرون فيّ شيئًا جديدًا... وأنا أراه أيضًا.
تدريجيًا، بدأت أثق بنفسي. فهمت أن الإرادة لا تعني الحماس اللحظي، بل تعني أن أستمر، أن أواجه ترددي، أن أعود كل مرة بنية أقوى.
أصبحت أكثر وعيًا بما أريد، وأهم ما أدركته أنني لا أريد أن أُجبر نفسي على طريق لا يشبهني. لا أريد دراسة في جامعة لمجرد أن ذلك هو "المتوقع". أريد أن أتعلم ما يُحرّك قلبي، أن أتقن مهاراتي وهواياتي، ثم أُحسن توظيفها في عملٍ يُشبهني. لا أريد النجاح الظاهري، أريد الرضا الداخلي.
أنا اليوم أسعى بوعي لتقوية جوانب حياتي: الجانب المالي الذي يمنحني الاستقلال، الجانب الدراسي الذي يفتح لي الأبواب، الجانب الثقافي الذي يُغذي فكري، الجانب الجمالي الذي يُعبّر عن ذوقي وهويتي، والجانب الاجتماعي الذي يربطني بعلاقات صحية مُثرية.
أعلم أن الطريق طويل، وأن الخوف من المستقبل ما زال يرافقني أحيانًا، لكنه لم يعد يربكني كما قبل. لأنني الآن أعرف من أنا، وأعرف أنني أستحق الأفضل. أعرف أنني في كل يوم أقترب أكثر من ذاتي، من أحلامي، من حريتي.
وأجمل ما في هذا الطريق... أنني أخيرًا، بعد كل هذا الوقت، التقيت بنفسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق