"أنا مطلقة… وخسرت كل شيء بإيدي"
كثير ناس سمعوا عني، بس ما أحد يعرف حكايتي مني، من لساني،
دايم الناس يروونها بطريقتهم، يحكمون، يلومون،
بس اليوم؟ أنا اللي بحكي،
حتى لو الناس قالت عني "قاسية"، "ما تصلح أم"،
أو "ضيّعت بيتها"… بس والله ما أحد عاش مكاني.
كنت متزوجة من سنين، وعندي 5 أولاد، كلهم ذكور،
كان في بيني وبين زوجي مشاكل، إيه، مثل أي بيت،
بس مشكلتي؟ إني ما كنت أعرف أحتوي، ما كنت أقدر أسكت وقت الزعل،
لساني كان يسبقني، وأحيانا كنت أقول كلام أندم عليه، بس بعد فوات الأوان.
صح، كنت أحكي أخواته بعض الأشياء، وأحيانا أسرار بيني وبينه،
كنت أظن إن الفضفضة راحة، بس ما كنت أعرف إنها نار تحرق الثقة.
أعترف… غلطت.
ومرات كنت أضغط عليه عشان أروح لأهلي، أسوي مشاكل من لا شي،
وهو كان يتحمل، يرجّعني علشان العيال، مو علشاني.
بس أنا؟ كنت أقول: "أنا ما أبغى إلا نفسي، بكرا أتزوج، وأعيالي إذا كبروا بيجون لحالهم."
كلامي كان قاسي، حتى على نفسي،
كنت أقول له: "أنا بايعتك أنت وعيالك بقشرة بصلة!"
وأكررها… وأكررها، كأني ما كنت أعرف إنهم جزء مني.
وصدقوني… كنت أطلع من البيت، والعيال يبكون عند الباب:
"يمه تكفين لا تروحين… يمه خليك!"
وأنا؟ أمشي، أقول لهم: "كبروا وتعالوا"،
كنت أظن إني قوية، بس الحقيقة؟ كنت أكذب على نفسي.
اليوم؟ أنا مطلقة، ومو بس مطلقة… أنا أم مكسورة.
زوجي ما تحمل، قال لي: "كرامتي فوق كل شي"،
وطلّقني، وما لامه أحد…
حتى أنا ما قدرت ألومه، لأني عارفة وش سويت فيه.
وأصعب شي؟
عيالي، اللي ما عادوا مثل أول، اللي يمكن ما يرجعون لي مثل ما كنت أتخيل.
أنا اليوم أقولها بكل وضوح:
"أنا خسرت كل شي… بإيدي."
لو يرجع الزمن؟
كنت احتضنتهم أكثر، كنت احترمت أبوهم،
كنت سكّت لساني، وقلت كلمة طيبة بدل من السيف اللي كنت أضرب فيه.
هل أستحق أكون أم؟
يمكن كثيرين يقولون لا…
بس أنا أقول: أنا ندمانة، وأنا مو قاسية، أنا ضايعة، وودي ألقى فرصة ثانية… بس الوقت ما يرجع."
واللي تقرا كلامي؟
إذا عندك زوج وعيال، لا تخسريهم بنفس الغلطة،
ترى الرجوع ممكن، بس الكسر؟
يبقى طول العمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق