رجعت لطليقي بعد فقدان الامل

15 سنة زواج، وعندي منه أربعة أطفال…

كنت زوجته، وشريكته، ونصه الثاني اللي كان يحلف قدام الناس إنه ما يستغني عنها.

لكن الله كتب إنه يتزوج عليّ.
وانا؟ قلت حاضر.
ما اعترضت، ما كسرت، ما صرخت، بس جوّاي شي مات.
حاولت أعيش، سنة كاملة وأنا أحاول، أنام بجنبه وأقوم وأنا أحس إني قاعدة أختنق، مو من خيانة، من فكرة "هو مو لي لحالي"،
كنت أتعذّب من صمتي، من سكوته، من نظرات عيونه اللي ما أقدر أقرأها.

لين في يوم…
كنت في زيارة لأهلي، وكنت مشتاقة للراحة، للون جدران بيتنا الأول، لصوت أمي وهي تصب القهوة وتهمس لي "تحمّلي"،
لكن قلبي ما قدر.
أرسلت له: "تكفى، إذا تحبني… طلقني. ما أقدر أكمل. أنت ما قصرت، بس أنا تعبت."

ما طلقني بسهولة…
سحبني لدوامة طويلة، محاكم، نقاشات، محاولات، وأنا مصرّة… لين أخيرًا طلقني.
وأنا؟ والله حسّيت بسكينة غريبة، كأن الله احتواني، كأن الدنيا كلها سجدت معي في قيام الليل يوم قلت له: "يا رب اختَر لي، ولا تخليني أختار."
وكنت فعلاً قريبة من ربي… الدعاء صار صديقي، والمصحف صار بيتي، والدموع ما كانت حزن، كانت تسليم.

أكثر شيء كان يكسّرني؟ فراق أطفالي.
أما هو؟ ما أدري كيف، لكن ربي طمس صورته في قلبي وقتها، كأنه حذف اسمه من قلبي مؤقتًا، ليرتب لي خير.

وبعد سنة… تقدم لي رجل.
مطلق، موظف، عنده مكانة ومال وجاه.
وافقت.
تمت الملكة، وكل شيء كان رسمي.
بس قلبي؟
ما هو قلبي.

في أيام الخطبة، صارت تجيني مشاعر غريبة…
أحس بغربة، بتردد، وكأن هذا الزواج مو لي.
وخذيت كل صوري القديمة، رسائلنا، الهدايا اللي كانت تسعدني، قررت أحرقها…
لكني وقفت قدامها، ومسحت دموعي، وقلت: "وش هذا؟ ليه وجعي راجع؟"

قبل الزواج بأسبوع، جوني عيالي…
ودعوني، حضنوني، وطلعوا.
واحد منهم دمعت عيونه وهو يمسحها بطرف قميصه، وقال:
"خسارة يما، يمكن ما عاد بنشوفك… بنفقدك."

وانهرت.
ما عاد أقدر…
لجأت لله، كأني أول مرة أصيح بقلبي كله.
وبعدها، قررت أفسخ، وأخذ حضانة عيالي، وأعيش عشانهم، وأكفيهم عن كل حب ناقص.

وبعد كم شهر…
رجع لي.
هو، طليقي، أبو عيالي، رجع، وكان مطلق زوجته الثانية بعد مشاكل بينهم.
تقدّم من جديد…
ووافقت.

والحين لنا سنتين متزوجين من جديد…
بس الفرق؟
إنه بيتنا الآن أساسه تقوى، نظفناه من كل شيء يبعدنا عن الله.
الهدوء رجع، القرب رجع، والرضا رجع، والعيال حولي، والدنيا ترجع تبتسم، بهدوء وبحق.

أنا ما شتمت ولا دعوت ولا فكرت أؤذي…
أنا انسحبت.
ولما انسحبت، تركت كل شيء وراي، وسلمت أمري للي يعرف الخفايا.
واليوم؟ الحمد لله، ربي عوضني، وأرضاني، ورجع لي اللي كنت أظنه ضاع، ورجع لي معه قلبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق