قصة زواج عن حب من أول نظرة ونهاية سعيدة.

 قصص حب جميلة مكتوبة، قصص حب من أول نظرة، قصص حب من أول نظرة مؤثرة، قصة حب من أول نظرة نهايتها زواج، قصص حب من أول نظرة واقعية، تجربتي مع الزواج عن حب، الحب من أول نظرة عند الرجل.


كنت شابا في السادسة والعشرين من عمري، أعمل في وظيفة جيدة، وراتبي مجزي، ولدي خطتي الخاصة لمستقبلي، لكن كان كل ما ينقصني هو الزواج عن حب، لذلك فقد قررت أن أتعرف على عدة فتيات على سبيل الزواج بإحداهن، لذلك بدأت أولا بإحدى الفتيات وهي زميلة لي في العمل، جذبني فيها خلقها، وقوة شخصيتها، وجمالها، لكن حينما تعمقت علاقتنا قليلا، لاحظت أن هناك العديد من الإختلافات الفكرية بيني وبينها، حتى أننا بدأنا ننفر من بعضنا البعض بعد شهر واحد من تعارفنا،

بعدها حاولت أن أتعرف على فتيات بطرق مختلفة، لكن في كل مرة كنت أكتشف أني لا أشعر لأي منهن بأي إنجذاب، فقد كان دائما هناك ما يجعلني أشعر بالنفور، أو القلق، مشاعر خفية في نفسي، تجعلني غير متأكد من رغبتي في الزواج من إحداهن...

أمضيت عامين كاملين وأنا أحاول أن أتعرف إلى فتاة مناسبة، حتى يأست فقد كنت دائما ما أصل إلى طريق مسدود، فقررت أخيرا أن أجرب الطريقة التقليدية، لذلك طلبت من والدتي أن تبحث لي عن فتاة خلوقة، وتعمل، بالنسبة لي من المهم جدا أن أتزوج من إمرأة عاملة، لديها راتبها الشهري، قادرة على مساندتي في تحمل أعباء المعيشة والمسؤوليات المالية،

وبالفعل عرضت علي أمي عدد من الفتيات الجميلات والخلوقات، والموظفات، من بينهن جميعا وقعت عيني على واحده، لا أعرف لماذا استوقفني اسمها أولا، ثم شعرت بشي من الراحة حينما رأيتها لأول مرة،

لقد أرتاح لها قلبي، لم تكن أجمل الفتيات اللاتي عرضتهن علي أمي، لكني ارتحت لها بمجرد أن رأيتها في إحدى المناسبات، حيث ساعدتني والدتي على ذلك، هل تعرفون ذلك الشعور، حينما ترى شخص ما، وتشعر أنك تريد أن تجري إليه وتسأله: أين كنت طوال الوقت، كنت أبحث عنك منذ زمن بعيد...!!!

لقد شعرت بذلك، حينما رأيتها شعرت كما لو أني أعرفها سابقا، أو أنها كانت معي طوال الوقت، ثم اختفت وأصبحت أفتقدها وأبحث عنها والآن وجدتها، شعرت أني أعرفها منذ الأزل.

شعرت بأنها لي، هل تعرفون ذلك الشعور، حينما ترى شخصا وتشعر أنه يخصك أنت وحدك من بين كل الناس، هكذا شعرت نحوها، حتى أني قضيت الليل بطوله أفكر فيها، وأحاول تذكر ملامحها، التي لمن أنساها أصلا.
.
في اليوم الثاني وبعد إلحاح مني كانت أمي قد تحدثت مع والدتها، ليرتبان لنا مقابلة خاصة، قبل أن أتقدم لها رسميا، وفعلا تم لنا ذلك، التقينا جميعا في منزل شقيقتها المتزوجة، أنا وهي وأمها وأمي، كان ذلك اليوم من أسعد أيام حياتي،

ما أن فتحت باب الصالون لتدخل حتى طار قلبي من مكانه فرحا، وبهجة وسرورا، ملامح وجهها فيها سر غريب، وكأن بينها وبين قلبي هتاف أو لغة خاصة، أو نوع من التخاطر العجيب، ما أن أراها حتى أشعر برقصات قلبي وقفزاته،


طلبت منها والدتها أن تقترب، فرفعت عينيها قليلا نحوي ثم أسدلتهم في خجل، فما أن تلاقتي عيني بعينيها حتى تطاير الفراشات في بطني وسرت قشعريرة الحب في جسدي.


شعرت لحظتها أنه من الممكن أن أقفز من مكاني دون أن أشعر بنفسي وأحتضنها، لكني بالتأكيد لن أفعل، حتى لا أخسر فرصتي في الزواج منها، ليس علي أن أبدو كالمجنون هنا،

قالت لها والدتها: اجلسي، ..
لكنها جلست بعيدا عني، كانت على يميني، كان من الصعب أن أبقي رأسي طوال الوقت مستديرا نحوها، أحببت لو أنها جلست على الكرسي القريب، لأراها عن قرب.


تعمدت والدتي أن تدعو والدتها لتريها حديقة المنزل، وأشجار المانجو المثمرة، استرحت لأن والدتها وافقت على ذلك، ولم ترفض، ما أن خرجتا سويا، حتى قفزت من مكاني و......

لا، لا، بالتأكيد لا، لا يمكن أن أكون قد قفزت من مكاني وأحتضنتها، لست بمجنون، أعتقد أني أخبرتكم في البداية أن هذه مخاطرة جسيمة، لكني أسرعت للجلوس على الكرسي المجاور لها، وبدأت أتأملها بنظرات حب متعمقة، لقد كنت أشعر حينها بشيء من النشوة الغريبة وأنا أنظر إليها، كما لو كنت أشربها، وأسكر بها...


فوجدتها رفعت وجهها الملائكي البريء تسألني قلقة، متمتمة: مـ.... ماماماذا تفعل ؟؟؟ ، قلت لها: اهدئي، اهدئي، أريد فقط أن أتحدث إليك عن قرب فهل تسمحين ...

أومأت برأسها الجميل، أي نعم، فجلست من فوري، وحدقت في وجهها من جديد، وأنا أسألها: هل تعرفين لماذا أنا ووالدتي هنا اليوم؟ ... طأطأت برأسها وهي تضحك: نعم أعرف...
.
يااااااااااااه ما أجمل صوتها، ثم أنها قالت كلماتها تلك بمنتهى الثقة، بدت لي فتاة جريئة لم تكن خجولة كما بدت في بداية المقابلة، فسألتها من جديد: هاه ماذا نفعل أنا وأمي هنا؟ فرفعت رأسها مبتسمة وباستغراب فتحت عينيها متسائلة عن مغزى السؤال، لذلك رددت عليها: أريد أن أسمعك تقولين سبب زيارتنا، هيا قولي؟ لكنها ردت علي ممازحة: جئتم لشراء ثمار المانجا في حديقتنا!!!!

من ما جعلني انفجر ضاحكا، لم أكن أتخيل أن تكون ذات روح فكاهية، سريعة البديهة بهذا الشكل، شعرت أني سألتهمها في تلك اللحظة، وبينما كنت أضحك على النكتة التي ألقتها،

وجدتها تسألني: لماذا قررت الزواج بهذه الطريقة؟ في هذا الزمن يتعرف الشباب على الفتيات بمختلف الطرق، ثم يتقدمون لفتاة يعرفونها مسبقا، لماذا تتزوج أنت بهذه الطريقة التقليدية؟

أرعبني سؤالها، وشعرت أن خلفه كلام كثير، وقد يكون محبطا أو مؤلما بالنسبة لي، لكني أجبتها: هكذا تزوج أخي، وخالي، وابن عمي، إنها الطريقة التي نعرفها للزواج في عائلتنا، لكن هل طريقتي في التعرف عليك أزعجتك؟ أم هل في حياتك شخص ما؟

سألتها هذا السؤال، وكنت سأصاب بجلطة لو قالت لي أنها على علاقة بشخص ما، قد أقتله، لا أعرف كيف شعرت في هذه الأثناء، كما لو كنت أحبها من ألف عام، وكما لو كانت هي حبيبتي منذ سنوات، وأني أغار عليها بشدة الآن، وأريد أن تكون لي فعلا.

في الحقيقة لم أكن سريع التعلق، ولم أكن شخصا مغلقا، فأنا أعمل في وظيفة كل زميلاتي فيها من الفتيات، لكني لم أشعر بأي شيء نحو أي منهن، رغم أن من بينهن من تحاول لفت انتباهي لكني كنت صادقا معها وأخبرتها بأني لا أشعر انها الفتاة المناسبة لي،

لكن هذه الفتاة الساحرة التي تجلس الآن أمامي لابد انها عملت لي سحرا، فما أن رأيتها لأول مرة شعرت كما لو كنت أعرفها وأعشقها منذ ميلادي وكنت قد أضعتها ووجدتها أخيرا!!!!

سألتها إن كانت مرتبطة عاطفيا بشخص ما، وأنا أنظر في عينيها مباشرة، لأني أريد أن لا أسمع إجابتها فقط بل وأراها في عينيها، إذا حاولت أن تكذب او تداري،

لكنها أبقت عينيها الجميلتين البريئتين الرائعتين الملائكيتين مفتوحتين في عيني، وقالت بكل براءة ومع ابتسامة صادقة : لا، ليس في حياتي أحد..... لكني....

أووووووووووووه، هناك أيضا "لكن"، الله يستر، أخذت نفسا عميقا لأني أريد أن أسمع ما بعد كلمة ( لكن ) وأنا متماسك الأعصاب،

قالت: لا، ليس في حياتي أحد، لكني أحب أن أتعرف عليك أكثر، ليتك حدثتني أنا قبل أن تحدث أهلك أو أهلي، ماذا لو أننا لم نتفق، أو أن أحدنا لم ينجذب للآخر كيف سنتصرف؟ لا أحب أبدا أن أسمع عن فتاة فسخت خطوبتها لأنها لم تشعر بارتياح لخطيبها بعد عدة أشهر او حتى عام من الخطوبة، ألست معي أن ذلك يؤثر كثيرا على سمعة الخاطب والمخطوبة، فكل منهما يحاول أن يلقي باللوم على الآخر، لكي لا يؤثر ذلك على فرصه القادمة في الخطوبة والزواج....

كنت أستمع إليها مذهولا، كانت تتحدث بسلاسة، وفكر ومنطق، بدت لي فتاة رقيقة القلب، متفهمة، مثقفة، راقية، تنتقي كلماتها، متوازنة، أعجبتني فقد كانت تعبر عن نفسها بتلقائية وعفوية وبساطة،

لم تكن متصنعة، لم تكن تركز في هذه المقابلة على شكلها او جمالها كما كنت أتوقع أن تفعل، على العكس كان هندامها بسيطا جدا، بسيطة في تبرجها، حتى أني أشك في أنها وضعت مكياجا أصلا، عطرها خفيف للغاية، يجعلني أرغب في أن أغمر أنفي في صدرها حتى أشمه بحق.

" هاه، ما رأيك أنت ؟" " اممممممممم، أوه، نعم معك حقك"
" معي حق في ماذا؟ أنا أسألك إن كنت لا تمانع من أن نسمح لأنفسنا بشهرين تعارف قبل أن نمضي في الخطوبة الرسمية، فأنا لا أريد لي أو لك أن نقع ضحايا القيل والقال، لو لا سمح الله لم نتفق بعد الخطوبة، ما رأيك؟"
قلت لها وأنا مشغول النظر في عينيها: "نعم، بالتأكيد، حقك"
كنت أريد أن أقول لها: "نعم بالتأكيد، مادمت سأتواصل معك، فلاشيء يمكن أن يزعجني"

"إذا كيف سنشرح لأمك الأمر، لقد اخبرت أمي مسبقا بما أريد، لكن ماذا عن أمك، هل ستعرض عليها الأمر، أو كيف ستتصرف؟"
قلت لها، بعد أن لمست جديتها الحقيقة في هذا الطلب، والتي تنم عن شخصية منظمة وتعرف ما تريد جيدا، قلت لها: لا تقلقي، دعي أمر أمي علي، أنا سأشرح لها كل شيء"

وهنا نظرت إلى وجهي من جديد ولكن هذه المرة بابتسامة رضى كبيرة، وسألتني: ما رأيك بي حتى الآن، هل ترغب في التقدم في هذه العلاقة؟
باغتني سؤالها، وضحكت من طريقتها في السؤال، لكني قلت: نعم، نعم وماذا عنك أنت ؟
نظرت تتفحصني ثم قالت لي " هلا وقفت من فضلك" وقمت واقفا وأنا أضحك، فوقفت هي الأخرى، ثم قالت وهي تقارن بين طولي وطولها: تناسق جيد، حتى الآن أرغب في التقدم في هذه العلاقة؟

جعلتني هذه الفتاة أضحك طوال الوقت، ليس لتصرفاتها الغريبة، بل لعفويتها البريئة التي تثير اعجابي، وتنتزع قلبي من صدري شغفا بها، لا أعرف ما الذي يجعلها شهية في عيني بهذا الشكل، عفويتها، بساطتها، حنكتها، جرأتها، لا أعرف، لكني ساجن على هذه الفتاة من أن وقعت عيني عليها.

قررت أن أجاريها في الشهرين الذين طلبتهم، لكن عن نفسي كنت قد حسمت الأمر تماما، هذه الفتاة لي، ولن تكون لأحد غيري، منذ الآن، وحتى آخر لحظة من حياتي، هي توأم روحي أنا، وسأبذل خلال الشهرين القادمين كل ما في وسعي لاجعلها تغرم بي أشد الغرام.

هي الآن نائمة بالقرب مني وأنا أكتب لكم هذه الكلمات، لم نعد وحدنا في غرفة النوم، فهناك طفل صغير، أنجبته لي منذ ثلاثة أيام... إنها زوجتي وأم ولدي اليوم، لكني لازلت كلما نظرت إليها يتراقص قلبي شغفا، فرحا، حبا، وهياما، ليس كأول مرة رأيتها فيها، بل أضعافا مضاعفة، أحبها، أعشقها، وأعشق نفسي معها.
 

تعليقات