قصة حب، قصص حب رومانسية، روايات رومانسية ، قلة الجمال، خطيبتي ليست جميلة، غير مقتنع بجمال زوجتي، الزواج من امرأة متوسطة الجمال، هل الجمال مهم في اختيار الزوجة، هل يمكن أن يحب الرجل امرأة ليست جميلة
زميلتي الجديدة في المكتب، لم تكن جميلة أصلا، حتى أنها قصيرة ومكتنزة، حاجبيها عريضين كشرنقتين، عيناها جاحظتين، كما لو كانت ستأكلني بهما لو أنها رمقتني، شفتاها غليظتين، كما لو كانت والدتها قد توحمت على شفاه جمل!!! لا شيء فيها جميل، لا شيء، ... لكن وبطريقة سحرية وجدت نفسي منجذب وبشدة إليها!!!حينما رأيتها لأول مرة تتحدث وتضحك معي، شعرت بمغناطيس قوي، يجرني من مكاني بقوة إليها، وكأنها أكبر مغناطيس قوي على وجه الأرض، شعرت أيضا أني أعرفها منذ آلاف السنين، أو أننا ولدنا وعشنا طوال حياتنا معا، مشاعري لا أفهم أسبابها، لكني أستطيع أن أصفها لكم:
حينما رأيتها لأول مرة، شعرت برجفة في قلبي، كما لو كنت قد رأيت ملكة جمال العالم أمامي، بمعنى أني حينما رأيتها شعرت أني أشاهد أجمل إمرأة في العالم، أو أني أرى إمرأة كانت حبيبة عمري التي اختفت فجأة، ثم عادت من جديد، شعرت حينما رأيتها أني ألتقيت روحي التي كانت قد فارقتني، أو استعدت حياتي التي لم أكن أعرف لها لونا قبلها،
وحينما اقتربت منها لأرحب بها في المكتب، شعرت بأني أطير عن سطح الأرض، من فرط السعادة والحبور الذي غمرني بهذا الشعور، وحينما ابتسمت لي لأول مرة، كاد يغمى علي من شدة الغبطة، والسعادة التي غمرتني لأنها اعتبرتني شخصا يستحق ابتسامتها،
لكن مشاعري في وادي، ومنطقي في وادي ثاني،
فأنا أجلس كل يوم بعد انتهاء ساعات العمل أفكر، ما هو سر مشاعري نحوها؟ ما الذي يجرني للإعجاب بها بهذه الطريقة؟ هل أنا مريض نفسيا أو معقد مثلا، أحب نوعا محددا من النساء، لا... لا، لقد اعجبت بنساء قبلها لكنهن كن جميلات أو متوسطات الجمال!
هل تذكرني بأحد أقاربي، جدي مثلا، أو أحد عمومي، لا هي لا تشبه عمومي، إن أقل عمومي جمالا، أجمل منها؟ بمن تذكرني هذه الفتاة غير الجميلة؟ إن كانت لا تذكرني بأحد، ما سر تعلقي الشديد بها؟
هل هي ساحرة، وعملت سحرا ليقع كل الرجال في حبها؟ فلست وحدي الرجل المعجب بها، لقد لاحظت أن الكثير من زملائي يهتمون بها ويقدرون وجودها؟ الجميع تقريبا معجبون بها، لكنهن لا يصرحون، ربما هم غارقون مثلي تماما في البحث عن سر جاذبيتها الذي لم أجد لها إجابة حتى الآن.
لكنها لا تناسبني، لا تشبهني في شيء، حتى أنها ليست أنيقة، ليست مثيرة، ليست خفيفة الضل، وليس حتى شخصية ودودة، بل على العكس متغطرسة، وسريعة الغضب...
لا شيء فيها يجعلني أقع في حبها، وأنا شاب تعرفت على العديد من الفتيات الجميلات بل فائقات الجمال قبلها، ولازالت بينهن من تتمنى أن أعيرها إهتمامي مجددا، فلماذا إذا أجد نفسي الآن لا أرغب في أية فتاة أخرى غيرها!
لماذا حينما أراها أتلعثم، وأرغب في أن أخدمها بعيوني؟! ولماذا حينما ينتهي العمل وأعود إلى البيت لا أفكر إلا بها، وأنظر إلى الساعة عشرات المرات، لكي يمضي الوقت، ويأتي الصباح وأعود إلى العمل وأراها، لماذا أصبحت أكره أيام الإجازات لأنها تحرمني منها؟ ولماذا أتعمد أن أخفي بعض الأوراق، لكي أتصل بها خارج العمل، وأسألها عنها؟ ولماذا لا يهنأ لي الأفطار صباحا في استراحة العمل إلا معها، ولا يمكن أن أجلس في مكتبي إلا بصبحتها، وإن خرجت تزور زميلاتها في المكاتب الأخرى، أخرج خلفها كما لو كنت ظلها، وأغار عليها وأحترق في مكاني لو أن أحد زملائنا تحدث معها، ما الذي حدث لي، حتى أقرر فجأة وبدون تفكير أن أتقدم إلى خطبتها، وكيف وجدت نفسي ذات يوم مع عائلتي أمام دار بيتها، كيف فعلت ذلك ولماذا؟ لا أعرف.
لماذا يتزوج الشاب الوسيم من الفتاة القبيحة؟
في الحقيقة لم يهمني حينها نظرات استغراب والدتي، ودهشة شقيقاتي، وصدمة زوجة شقيقي حينما رأوها، ولم أتوقف طويلا عندما قالت لي شقيقتي متهكمة في السيارة بعد الزيارة (( يبدوا أن الحظ يبتسم دائما للفتيات الأقل جمالا !!!)) ولم أرد عليها حينما سألتني (( إن كنت عاجزا عن إيجاد عروسا تليق بك، اخبرني أرشح لك بعض صديقاتي، إن أقلهن جمالا أجمل منها بمراحل )) كلامها جعلني أتمتم (( الجمال ليس كل شيء، المهم الإرتياح ))!!!
لا أنكر، أني كنت خجلا طوال الطريق، أتصبب عرقا، محرجا منهم جميعا، فجميعهم يذكرون كيف كنت أنتقد جمال الفتيات اللاتي يعرضونهن علي، "فهذه أنفها طويل أكثر من اللازم، وتلك أقصر مني، وهذه لون بشرتها أغمق من بشرتي بدرجة، ... إلخ،" والآن أخذتهم جميعا ليلتقون بمن أخترتها لنفسي، وهي أقصر مني بكثير، لونها أغمق من لوني بكثير، أنفها أكبر من أنفي بكثير... كل شيء سلبي فيها كل شيء بكثير،
لا أعرف كيف أفسر لهم، ما لم أستطع أنا نفسي تفسيره، كيف أشرح لهم سر إعجابي الشديد بها، وحبي وشغفي، وشوقي لها، وأنا نفسي لأعرف سره؟ كيف أفسر سر تلك المشاعر التي حتى الآن أنا نفسي لا أعرف أسبابها، ولا أفهم مصدرها!!!
(( يكفيني جمال الروح )) قلت متملقا، لعلي بذلك أقضي على الجدل الذي احتد في صالون بيتنا الكبير، بينما كانت والدتي تحاول أن تستوعب، وشقيقاتي يحاولن أن يستوضحن، (( جمال الروح!!! في الحقيقة لم أجد لديها أيا من جمال الروح، كانت فتات متغطرسة تعاملت معنا بتعالي، ولا أعرف على ماذا؟!! ثم تعال هنا، ماذا تقصد بكلامك؟ هل تعني اننا نحن الجميلات لا نملك جمال الروح! ثم من متى أصبحت تفكر بهذه الطريقة، كنت مستعدا لتنتقد أجمل الجميلات، لمجرد أن ملابسها غير أنيقة، أو أن شعرها ليس مصففا على الموضة، اخبرنا السبب الذي يجبرك على هذه الزيجة )) (( من قال لك أني مجبر، أنا معجب بالفتاة، إنها زميلتي وأنا اختبرت اخلاقها، وما يهمني هو الأخلاق )) لم تكن مبرراتي كافية، لأنها في الحقيقة لم تكن صادقة ولا منطقية، كل الفتيات اللاتي عرضوهن علي من قبل خلوقات، جميلات، مهذبات، لا عيب فيهن، لكن هذه هي من سحرت لي قلبي، لا حيلة لي فيها.
لم أنم تلك الليلة، كنت أتقلب طوال الليل، أتحرق لمعرفة ردها، فكرت في الإتصال بها، لكني تراجعت خشيت أن يزعجها اتصالي لقد كان الوقت متأخرا، متى يأتي الصباح وأعرف رأيها؟
وفي صباح اليوم التالي، حينما ألتقيتها في العمل، كانت تبدوا أكثر إشراقا من أي وقت مضى، بدت متوهجة، مستبشرة وسعيدة، قلت في نفسي، كل هذا بسبب سعادتها بخطبتي لها،
كنت أنظر إليها وأنا أنتظر أن تفاتحني في أمر الزيارة، لكنها لم تفعل، حتى اقتربت منها وسألتها، لكنها ردت ببرود : دعني أفكر، أحتاج إلى وقت طويل لكي أقرر أمرا كهذا،...
صدمني ردها، هذه الفتاة قليلة الجمال، بسيطة الحال، ستفكر عميقا قبل أن توافق على الزواج مني أنا؟ من تحسب نفسها!!!
أردت أن أثأر لكرامتي، لكني عاجز، لا أريد أن أغضبها، ثم هذا من حقها، دعها تفعل ما تفعله الفتيات في مثل هذه المناسبات، تتغلى وتطلب مهلة للتفكير لكي لا تبدوا يائسة، أو كما لو كانت لم تصدق، إني أريدها أن تبقى دائما مبتسمة، سعيدة، مرفهة في العمل، حتى أني أصبحت مؤخرا أقوم بجميع أعمالها عنها.
مر أسبوع، تلاه أسبوع أخر، ثم شهر، قلت لها: كل هذا تفكير! قالت: أوه، اعذرني لقد نسيت أن أخبرك، لا نصيب بيننا، رجاءا لا تأخذ الموضوع بشكل شخصي، أنت رجل مرغوب وألف فتاة تتمنى الزواج بك.
شعرت كما لو أن فأسا سقط علي من رأسي حتى أخمص قدمي، وشقني نصفين، "ماذا تقولين؟" وجدت نفسي أنفجر في وجهها: انت ترفضين الزواج بي؟ من تتخيلين نفسك؟ أحمدي ربك أني قبلت بك.
لاذت بالصمت، واكتفت بنظرة اشمئزاز شملتني بها، ثم انصرفت، وبعد عدة ساعات وجدت المدير يطلب مقابلتي: (( عليك ان تترك المكتب، تم نقلك إلى مكتب آخر، في طابق آخر )) فهمت أنها السبب، لقد وشت بي إلى المدير، يال شر هذه الفتاة، لكن هذا مكتبي أنا قبل أن يكون مكتبها، إن كان على أحدنا أن ينتقل فيجب أن يكون هي لا أنا، لم يستمع لي المدير، ولم يتفهم موقفي، بل وأصر على نقلي....
وبعد ثلاثة أشهر وبالصدفة، سمعت أنها قد تزوجت وسافرت لقضاء شهر العسل، انتابني فضول كبير لأعرف من سعيد الحظ الذي قبلت به، وصعقت حينما علمت، بأنها تزوجت من مديرنا الوسيم ذلك الذي نقلني، ذلك الذي كان ولازال أشد وسامة وجاذبية مني، كيف فعلت ذلك؟ كيف أوقعته في حبها؟ وكيف جعلته يتقدم لها ويطلب الزواج منها، وهو الرجل الذي تحلم به الكثير من الفتيات؟
سؤال حيرني، وشغلني طويلا، كيف أدارت رأسي ورؤوس كل الرجال تلك الفتاة قليلة الجمال!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق