حبيبي ينام على صوتي، حبيبي يحب ينام على صوتي، النوم مع الحبيب على الهاتف،
أول مرة نمت وأنا أسمع صوتها...
ما أنسى هالليلة أبد.
كنت مرهق... مو من الشغل بس، من الدنيا كلها.
كان يوم ثقيل، من النوع اللي تحس فيه إن كل شي ضدك، وكل نفس يطلع بصعوبة.
رجعت البيت، رميت مفتاحي على الطاولة، شغلت لمبة الصالة وخليتها خافته،
وأنا داخلي مظلم أكثر من الغرفة.
كان باقي على الفجر كم ساعة، وقلت ما راح أقدر أنام.
إلين جت منها رسالة:
"تبي نسولف شوي؟"
رديت بـ"إيه" وأنا ما أدري إن هذي اللحظة بتكون نقطة تحوّل.
دخلنا مكالمة، ولا تكلمنا كثير بالبداية…
كانت تتكلم بهدوء، تسولف عن يومها، عن شي شافته بالصدفة وضحكها، عن صوت المطر اللي كانت تسمعه وهي تطالع من الشباك،
وصوتها؟
كان فيه شيء… ما أعرف أشرحه، بس كأن فيه دفء يكسر البرد اللي داخلي.
كل شوي كنت أغمض عيوني، وأرجع أفتحها،
لين حسّيت في لحظة معينة، كأن قلبي تمسّد، كأن صوتها لفّني بلحاف من حنان ما جربته من قبل.
ما أدري متى نمت، بس اللي أعرفه إني صحيت على صوتها تقول:
"تصحى على خير، يا أول مره تنام فيني."
ضحكت... بس حسيت بدمعة.
ما كنت أعرف إن النوم ممكن يكون له طعم، لولا هالليلة.
من بعدها صرت أشتاق لليل مو عشان أرتاح، لا…
عشان ألبس السماعة، وأسمعها، وأنام وأنا أدري إني في مكان آمن،
مو بمكان، بشخص.
كل الليالي بعدها كانت مكررة بنفس الجمال…
صوتها، تنفسها، همساتها وهي تقول لي:
"أنا هنا، حتى وانت نايم، أحبك."
وأنا؟
كل مرة كنت أنام، أنام وأنا ممتن للحظة اللي دخلت فيها حياتي،
وممتن لصوتها اللي صار هو نومة القلب، قبل نومة العين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق