جرحت زوجي في رجولته، جرحت زوجي بالكلام، زوجي جرحني بكلام قاسي، رسائل اعتذار للزوج مؤثرة.، رومانسية زوجية، الرومانسية بين الزوجين.
"أنا آسفة"... الكلمة اللي أنقذت بيتي من الانهيار
في يوم من الأيام، طلعنا أنا وزوجي نغير جو.
كنا راجعين من الطلعة متأخرين شوي، والسيارة ساكتة أكثر من اللازم.
الهواء كان هادئ، لكن قلبي مشغول...
كنت متضايقة. جدًا.
من تصرفاته، من طريقته، من إحساس داخلي ما قدرت أشرحه له.
وكنت أكتم وأكتم، لين ضاقت الدنيا في صدري.
ولما جلسنا في السيارة، وأنا جنبه... انفجرت.
كلمة مني، وكلمة منه.
عتب... صوت مرتفع... مشاعر ملخبطة.
صار كل شيء ثقيل فجأة...
كنت أحس إن السيارة تمشي وإحنا ننهار في كل متر نقطعه.
ما كان مجرد خلاف... كان شعور بالنهاية.
كأن علاقتنا تتآكل، كأن الحب يحتضر قدامي.
صوته كان عالي، ونظراته ما شفتها قاسية كذا من قبل.
أنا بعد، ما كنت ملاك.
قلت كلام جارح، وأنا أدري... أدري تمامًا إنه يوجع.
بس وقت الزعل، كأن اللسان يصير سكين، وقلوبنا تصير رخوة، أي كلمة تجرح.
وبعد ما خلصنا كل شيء... سكتنا.
الصمت اللي بعد الزعل يخوّف، ثقيل، كأنه جدار بين شخصين عاشوا في حضن بعض سنين.
أنا سكت، بس دموعي ما سكتت.
كنت جالسة جمبه، أقول في قلبي:
"يا الله، ليه قلت كذا؟ وش صار فيني؟ ليه ما قدرت أسيطر على نفسي؟"
كنت أفكر وأفكر، عقلي يعيد كل لحظة، وكل كلمة، وكل انفعال.
وقتها تذكرت نصيحة قرأتها لك، ما أدري أي يوم بالضبط بس ما نسيتها...
كأن الله حطها في عقلي فجأة:
"وقت الزعل... لا تأخرين الاعتذار. الكلمة الطيبة، في وقتها، تسوي معجزات."
كنت مترددة.
خفت يصدني.
خفت يقول لي "متأخرة".
خفت يصير عتابه أقسى، ويجرحني أكثر وأنا أصلاً مكسورة.
بس... تشجعت.
مدّيت أصابعي، ولمست كتفه بخفة...
هو ما كان منتبه لي، بس بمجرد ما حس بلمستي التفت عليّ، ووجهه لا زال فيه ملامح الزعل والغضب.
وبكل ضعف الأنثى... وبكل صدق قلب حزين... قلت له:
"أنا آسفة."
كذا، بصوت مبحوح، يطلع من بين البكاء.
كنت حاطة احتمالات كثيرة، إلا اللي صار فعلاً...
لما شافني أعتذر، والله العظيم إن ملامحه تغيرت كأن نور نزل على وجهه فجأة.
شراسته اللي كانت تخوفني... اختفت.
الحدة في عيونه ذابت، وكأنه ارتاح من وجع كان يثقل صدره.
مسك يدي بلطف، وقال لي:
"أنا والله ما أقدر أعيش بدونك... بس الله يهديك."
أنا هنا، ما قدرت أتمالك نفسي.
بكيت أكثر، لكن مو بكاء حزن، بكاء راحة.
حسيت إن الدنيا رجعت تدفيني، وإن الحب اللي بينّا ما زال بخير.
قلت له وأنا أبكي:
"أنا خفت منك لما عصبت... حسّيتك غريب، وكنت لحظتها ضايعة."
قلت له هالكلام عشان ما يحس إني أتبرأ من خطأي، بس عشان يفهم إن خوفي اللي خلاني أتصرف باندفاع...
مو قلة احترام، ولا تهور، ولا تمرد.
ضحك.
ضحكة مكسورة، لكن مليانة حنان.
قال لي:
"لا تخافين... ما راح أخوفك أبد."
والله ما أنسى ذاك الموقف، مو لأنه خلص بخير،
لكن لأنه لأول مرة، ما رجعنا نتخانق على نفس المشكلة مرة ثانية.
أبدًا.
ولا حتى لمح لي فيها بعدين.
ولا قال لي: "تتذكرين لما سويتي؟"
ولا عيّرني بغلطتي، مع إنه كان يذكّرني بكل شيء في السابق.
هالمرة كانت مختلفة.
هالمرة... الاعتذار غطّى على كل شيء.
أنقذنا، غسل اللي بينّا، وخلانا نرجع لبعض أقرب من أول.
أقولها من قلبي:
"الاعتذار في وقته... مو ضعف، هذا أكبر قوة تملكها المرأة الذكية."
ومن أعماق قلبي، شكراً لك...
لأنك مو بس تكتبين...
أنتِ تزرعين نور في حياتنا، وتخلينا نعرف شلون نحب صح، ونغلط صح، ونتعلم صح.
شكرًا لأنك ما تبخلين علينا بشيء،
وشكرًا لأنك كنت سبب في إن بيتي... ظل بيتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق