تطلقت وصرت أقوى من أول

 كان يقول لي:

"من غيري تضيعين."
"من غيري تنكسرين."
"أنا اللي رافعك فوق."

وكنت أصدق...
وكنت أخاف أبتعد، مو حبًّا فيه، بل خوفًا من السقوط.

سنين وأنا أسير وراه...
مثل ظل ما له وجود حقيقي.
كنت أنفّذ وأصبر وأسكت...
كنت أمثل دور الزوجة المثالية اللي رسمها في عقله.
بس ما كنت أنا.

مرت الأيام...
كبرت خيبتي، كبرت أحزاني، ونسيت نفسي وسط معارك وهمية.
كنت أحارب عشان أحافظ عليه...
وهو كان يحارب عشان يهرب مني.

إلين جا ذاك اليوم.
اليوم اللي شفت فيه نفسي فجأة بعيون ما تعرف الشفقة.
سألت نفسي بصوت مسموع:
"إلين متى بتظلين تنتظرين واحد ما ينظر لك حتى؟"

رفعت راسي... ولأول مرة حسّيت إن العمود الفقري اللي داخلي قوي.
مو عشان هو سندني...
لا.
عشان أنا ساندت نفسي طول هالسنين وأنا ما أدري.

قررت أوقف المسرحية.
قررت أكتب نصي بيدي.

طلقت كل شي معاه... مو بس عقد الزواج.
طلقت الخوف، والخذلان، والدونية، والانتظار العقيم.

مشيت بخطوات ثابتة بعيد عنه...
ودخلت عالم جديد ما كنت أعرفه:
عالمي أنا.

درست... وتعلمت... وصار لي شغف.
أسست مشروعي الخاص...
كبرت علامتي التجارية، صارت الناس تتكلم عني بفخر،
صرت ألهم قلوب كثير بنات كانوا يتمنون يكونون مكاني.
تعلمت لغة جديدة، سافرت، قريت كتب كنت أخاف ألمسها قبل.

أحط راسي على المخدة وأنا مبتسمة...
بدون دمعة، بدون وجع.

اليوم، لما يمر اسمه قدامي، ما يرتجف قلبي.
ولا يهمني إذا كان حي ولا ميت.
لأنه ببساطة...
أنا صرت حياة كاملة بدون ما أحتاج أحد يكملني.

أنا اليوم قصة نجاح تُروى.
أنا اليوم وردة طلعت من بين الصخر...
وانطلقت فوق كل جراحها، وفتحت أوراقها للشمس بدون خوف.

وهو؟
هو مجرد صفحة قديمة...
صفحة صفّطتها وطويتها للأبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق