كنت أقول بيني وبين نفسي: الرجال ما يتغيرون، اللي طبعه قاسي، يظل قاسي، واللي بارد يظل بارد، واللي أناني ما يعرف يحب غير نفسه… بس كنت غلطانة.
زوجي، كان غير...
كان عصبي، صعب ترضيه، قليل الكلام، كثير الانتقاد.
كنت أمشي على أطراف أصابعي وأنا حوله، أخاف أغلط، أخاف أتكلم، أخاف أكون نفسي.
كنت أعيش بدور "الزوجة الكاملة"، عشان ما أفتح باب للنقاشات ولا للزعل.
هو ما كان يشوف كل تعبي.
يمدح الكل، إلا أنا.
يسمع للناس، إلا لي.
ويوم أشتكي، كان يقول: "انتي مكبرة المواضيع".
لين جاء يوم، وانهرت…
كنت ماسكة نفسي طول هالسنين، بس بكيت قدامه للمرة الأولى وقلت له:
"ما أبي فلوس، ما أبي هدايا، أبيك تحس فيني... بس تحس إني إنسانة معاك مو ظلّك".
سكت… وكنت متأكدة إنه بيتجاهلني كالعادة.
لكنه ما تجاهلني… بالعكس، لأول مرة شفته ينكسر.
ومن ذاك اليوم... تغير.
تغير شوي شوي، مو فجأة.
صار يسمعني، حتى لو ما كان يفهمني دايم.
صار يبادر، يسأل عني، يلاحظ تعبي، يمدح طبخي، ينتبه لتفاصيل ما كان يدري إنها تهمني.
صار لما أضايق، يحضنّي، ويقول: "آسف، والله آسف إني كنت غافل عنك".
حب الزوج المفاجئ
أول مرة يمرّضني، ويهتم فيني من قلبه.
أول مرة يكتب لي رسالة، ولو بسيطة، بس من قلبه.
أول مرة يقول لي: "أنا صرت رجال أفضل بسببك".
هنا، عرفت إن التغيير مو مستحيل… لكن يبغى له صدمة، يبغى له صحوة، ويبغى له نية.
مو كل رجل بيتغير، بس فيه رجال قلوبهم طيبة، بس ما تعلموا يحبّون بالطريقة الصح.
رسالتي لكل زوج:
زوجتك يمكن ما تبي شيء أكثر من "الاهتمام"، لا تتجاهلها، لا تصير سبب دموعها، لأن المرأة إذا انسحب حبها، ما يرجع.
ولكل زوجة:
إذا كان يستاهل، اصبري، تكلمي، عبّري... يمكن لحظة صدق تغير سنين من الجفاف.
قصص عن تغير الزوج للافضل
كنت محتارة، ما بين فرح حذر... وبين خوف من الوهم.
يعني معقولة؟ بعد كل الجفاف اللي عشته؟ فجأة صار حنون؟
صرت أقول لنفسي: "لا تفرحين بسرعة... يمكن بس يومين ويرجع مثل أول."
لكنه ما رجع، كل يوم كان يزيد اهتمامه، كأن في قلبه نار قديمة اشتعلت من جديد.
سألته يوم، وأنا أتظاهر بالبرود:
"غريب اهتمامك؟ وش صاير؟"
ابتسم وقال:
"كنت غايب عنك وأنا قدّامك... واليوم صحيت."
ما كنت فاهمة وش يقصد، بس كلماته حرّكت شي جواتي...
يمكن الوجع، يمكن الذكرى، يمكن الشوق اللي خنقني سنين.
وبعد أيام، جاءني بحضن ما عرفته منه من زمان، وقال:
"كنت أفكر إنك دايم موجودة، وراح تظلين...
بس يوم شفتك تتغيرين، صرتي أقوى، أجمل، وأهدى...
خفت... خفت أخسرك."
وقتها حسّيت إني انتصرت... مو عليه، لا.
انتصرت على الألم اللي صبرت عليه، واللي دايم كان يقول لي إنك ما تهمينه.
"رجع الحُب... بس مو نفس الأول"
صار يحضنّي من غير ما أطلب، يسأل عن يومي، عن مزاجي، عن نفسي.
يسولف معاي قبل ينام، ويصحى يدورني بصباحه.
حتى عيونه، تغيرت… صارت تشوفني كأني شي غالي، مو بس أم عياله أو زوجة بيت.
كنت أراقب التغيير، أخاف أصدّق.
مو لأن قلبي ما يبيه، لا…
لأنّي تهت من كثر ما تمنت روحي هاللحظة، ولما وصلت حسّيت كأني مو أنا.
صرت أراجع نفسي:
هل هو فعلاً تغير؟
ولا أنا اللي تغيرت، وأنا اللي صرت أعرف قيمتي وأحمي قلبي؟
هو تغير، إيه… بس مو فجأة.
يمكن شافني صرت أحب نفسي أكثر، صرت ما أنتظر منه الحب،
صرت أعيش عشان أكون بخير، مو عشان أرضيه دايم.
وهنا... لما حس بقيمتي، رجع.
رجع بحب يمكن أصدق من أول. حب ناضج، مو حب تملك.
صار يشاركني قراراته، يسمع رأيي، يهتم بتفاصيل ما كان يشوفها أبد.
وصار يقول:
"أنا آسف… تأخرت كثير، بس والله إني أبي أعوّضك."
مو كل شي يتصلح… بس ممكن نبتدي من جديد"
ما كنت أدري إذا قلبي فعلاً سامحه، أو بس تعوّد على وجوده.
بس كنت أعرف شي واحد:
أنا تغيرت… واللي تغيّر داخلي ما راح يرجع مثل أول، حتى لو حاولت.
صار يمد يده لي، وأنا أمد قلبي بحذر.
مو لأني قاسية، لا…
بس لأنّي كنت أحبّه بكلّي، وهو ما قدّر هالكل، فكسّرني شوي شوي.
بس اللي صدمني…
إنه ما اكتفى بس بتغيير بسيط، لا،
قام يسوي أشياء عمره ما سواها.
صلي معاي.
صار يبوس راسي من غير مناسبة.
يبعث لي رسائل حب وسط دوامه.
يسولف مع عياله عني، قدامهم، بفخر.
كنت أتفرج عليه وأقول لنفسي:
"وش اللي خلاه يتغير كذا؟"
وأعرف الجواب…
مو بس لأنّه حس بخطأه،
لكن لأنه شافني أقوى، وأغلى… ومو مستعدة أرجع أضعف عشانه.
صرت أوضح له حدودي، بصوت هادي وثابت.
ما كنت أصرخ، بس كنت أقول كل شي بعيوني،
الخذلان… الجرح… الانتظار اللي مرّ عليّ وأنا أناديه بدون صوت.
وصار يسمع.
يمكن ما غفر له قلبي كل شي،
بس صرنا نعيش بسلام.
صرنا نضحك مع بعض من قلب، حتى لو ما نسى القلب كل الألم.
وصار الحب بيننا ناضج، فيه وعي، فيه احترام،
صار هو يبادر… وأنا أختار، مو أتنازل.
صحيح… ما تقدر ترجع الماضي،
بس تقدر تبني حاضر مختلف، إذا الطرفين يبغون فعلاً.
"خذ قلبي، بس لا تكسره مره ثانيه"
مرت أيام…
وأنا أراقب تغيّره، مو بعيني، لا…
بقلب تعلّم يميّز بين التمثيل والصدق.
كنت خايفة…
خايفة يكون كل اللي يسويه بس فزعة ذنب،
خايفة أصدق وأطيح مره ثانيه،
بس الغريب… إني كل مره كنت أختبره، ينجح.
ما عاد يهجرني،
صار يسألني: "وش تحسين؟"
صار يقرأ تعابير وجهي كأني كتاب مفتوح،
وصار يتعامل مع مزاجي مو كعدو،
بس كشي يحتاج احتواء.
قالها مره،
قال: "أنا خسرتك مرة، وكنت على وشك أخسرك للأبد،
وما قدرت أتحمّل الفكرة…
ما عاد أبي أكون الرجل اللي تتمنين الهروب منه."
يمكن مو كل الرجال يتغيرون،
بس بعضهم… إذا شاف الدمار اللي سببوه،
يبنون من الركام قصر، ويسكنونه حب حقيقي.
وإيه، للحين قلبي فيه آثار،
بس مو كل أثر يعني كسر،
بعض الآثار تذكّرنا أننا صمدنا،
وأن الحب مو دايم يكون مثالي…
بس إذا كان صادق، يقدر يتعافى، ويتغيّر، ويتصلّح.
واليوم…
أنا مو نفس المرأة اللي كانت تبكي كل ليله،
أنا أقوى، أهدأ، وأعرف قيمتي،
وهو بعد، صار رجل أعرفه من جديد…
مو لأنه تغيّر بالكامل،
بس لأنه اختار يكون أفضل… عشاني، وعشان نفسه.
فقلت له:
"خذ قلبي، بس لا تكسره مره ثانيه… لأن ما راح أرمّمه بعدك،
وما راح أرجع مثل قبل… أبد."
نهاية القصة، وبداية حياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق