أم زوجي فاسدة

السائلة تقول: من الصعب علي أن أتحدث عن مشكلتي، لأني حتى الآن غير قادة على تصديق ما يحدث، أم زوجي تغازله، أم زوجي تغازل ابنها، الذي هو زوجي، تغازله كما لو كان رجلا هي معجبة به، أنا متأكدة من ما أقول، لست واهمة، ولا شخصية موسوسة، أبلغ من العمر الثانية والثلاثين، تأخرت في سن الزواج، هذا نصيبي، ولا يوجد لدي أسباب، لكن هو قدري، لم يتقدم لي أحد يناسبني، في الحقيقة لم يتقدم لي الكثيرون، هم ثلاثة شباب، لكن لأحد منهم كان مناسبا، حتى بلغت السن التي يسمونها، سن العنوسة، وفجأة تقدم لي هذا الشاب، وهو في السادسة والعشرين من العمر، أي يصغرني بستة أعوام، ورغم إني كنت قد رفضته وبإصرار بسبب فرق العمر، لكني وجدته ملحا بشكل غير عادي، وبسبب إصراره، وطريقة تعبيره لي عن أعجابه، أعجبت أنا أيضا به، بل أصبحت مغرمة به بشكل لا يمكنني وصفه، فلديه كل ما حلمت به ذات يوم في رجل، لم يعد يهمني فرق العمر، لأنه لم يكن يهمه مطلقا.


إمرأة مسنة تتحرش بشاب

 

أعتقدت أن الله يعوضني عن طول صبري، وحرماني من الزواج طوال السنوات الماضية، وحمدت الله وشكرته، سافرنا شهر العسل، وعدنا، وكان يصر على أن نعيش في بيت منفرد عن بيت عائلته، مع أنه لم يكن لدي مانع من العيش في بيت أهله، لانه كبير جدا، وجميل، وفي الحقيقة فكرت في أني سأتباهى بكوني أعيش فيه أمام صديقاتي، ومعارفي، وعائلتي، وبشكل خاص الفتيات اللاتي سبقنني في الزواج، وكن يثرن غيرتي عمدا، كنت أريد أن أتباهى بزوجي الوسيم، وقصره الرائع، لكنه رفض تماما، العيش في بيت أهله، وطلب مني أن أختار فيلا صغيرة، لنعيش فيها في أي مكان أريد.

حتى الآن لم أشعر مطلقا أن هناك مشكلة، حتى لاحظت أنه يتجنب زيارة بيت أهله، ليس هذا فقط، بل لا يسمح لوالدته بزيارتنا، لم يقلها صراحة، لكن تصرفاته، وعباراته وهو ينهاها عن زيارتنا بلا مواعيد، ويطلب منها أن تكتفي بأن نزورها نحن حينما نريد، نسيت أن أقول أنها لم تنجب غيره من الذكور، ولديها ابنتين يكبرنه بعامين وأربعة، وهي مطلقة منذ ما يقارب 12 عاما، كان هو آن ذك في سن المراهقة، هي من طلبت الطلاق بسبب نزوات عمي ( زوجها ) الكثيرة، وزواجه المتعدد، فهو مشهور فعلا بذلك.

حاولت أن أفهم منه، سبب تجنبه لوالدته، فهي تعيش هي وابنتها الكبيرة ( مطلقة ) ولديها ثلاثة أبناء، وأمها العجوز، وحدهم في بيت كبير، ويسعنا جميعا، وأنا شخصيا أحب العيش في العوائل الممتدة، والبيوت العامرة بأهلها، حاولت وحاولت، لكنه لا يتحدث ويتهرب دائما من هذا الموضوع، لم يخطر في بالي أبدا، أن الأمر في منتهى الشناعة، بل إنه شنيع للغاية، فأم زوجي تراوده عن نفسه! هو لم يقل لي ذلك، لكني لاحظت ذلك بنفسي.

في البداية لاحظت أنها تحاول أن تبدوا أصغر سنا من عمرها بكثير، واعتقدت ان السبب هو رغبتها في الزواج من جديد، وهي فعلا تبدوا شابة للغاية بسبب عدد عمليات التجميل التي أجرتها، كذلك لاحظت انها حينما نزورها، ترتدي ملابس مغرية للغاية، أنا لا أرتدي مثلها أمام زوجي صراحة، ومع ذلك قلت قد يكون هذا هو ( ستايلها )، ثم لاحظت أمرا أسوأ، وهو أنها تتحدث معه هو بالذات بطريقة غريبة، كما لو كان ليس ابنها، إنها ...... كيف أشرحها، نحن النساء نعرف حينما تتحدث المرأة بهدف إغواء رجل ما، لكني مع ذلك استعذت بالله من الشيطان، وقلت لعلها لا تقصد، لعله طبعها.


حتى حدث أمر صدمني جدا، كنا في زيارة لهم، وكانت كل بناتها حاضرات، ومجموعة من أفراد عائلتها شقيقاتها وأشقائها، وأبناءهم، كانت عزومة كبيرة هي اعدتها لجمع شمل العائلة كما تقول، في هذه المناسبة، وبينما كنت أمشي في طريقي لغرفة نوم زوجي القديمة في الطابق العلوي، بحثا عن مكان أستلقي فيه، بعد الجلوس لفترة طويلة، وخاصة أني حامل في الشهر السادس، وقبل أن أفتح باب الغرفة، سمعته يتحدث معها في الداخل، يحدثها بإشمئزاز، ويطلب منها أن تنسى، وهي تقول له، بأنها لا تستطيع ان تنسى، يطلب منها أن تتزوج وتشبع رغباتها، وهي تخبره أنها لا تحب سواه!

كدت أسقط في مكاني من شدة الصدمة، ولا إراديا بدأت أركض بسرعة مبتعدة عن الغرفة، حتى لا يعرفا أني سمعت ما جرى بينهما، وأكتشفت طبيعة علاقتهما، فكرت انهما ربما يقتلاني لو أكتشفا اني أعرف، ربما سيحاولاني التخلص مني خوفا من الفضيحة، منذ ان اكتشفت الأمر وأنا في جحيم لا يطاق، أفكر ليل نهار، وأقرف منه ومن ملامسته لجسدي، لذلك أخبرته أني متعبة بسبب الحمل، وأريد أن أقضي هذا الوقت في بيت أهلي، لم أخبر أي مخلوق بما سمعت، لكن الصدمة فوق احتمالي، وأكاد أجن من شناعة الموقف، كيف تفعل أم هذا الأمر مع ابنها، لابد أنها إنسانة مريضة، وهل كانا أساسا في علاقة سابقا!

أرجوكم، اخبروني ماذا أفعل، كيف أتصرف؟ لا أستطيع العودة إليه، إني أقرف منه الآن، أقرف منه بشدة، ثم كيف أعود لرجل والدته تغار مني بشكل غير طبيعي، فغيرتها لا تشبه غيرة بقية الحموات، هي لا تغار على ابنها وإنما على شخص تعتقد أنه عشيقها!

اخبروني ماذا أفعل؟ هل أصارح زوجي بما سمعت؟ هل أخبر أهلي ليطلقوني منه؟ وماذا أفعل بطفلي الذي سيولد بعد شهرين؟

وأعتذر إن كنت قد لوثت مشاعركم بمشكلتي، أعرف أنها مشكلة مقززة، تثير اشمئزاز أي إنسان طبيعي، لكني بحاجة إلى شخص يخبرني ماذا أفعل، أخشى إن أخبرت أحدا من أهلي أن يطلقوني منه فورا، وأنا لازلت أحبه، ولازلت أريد أن أكمل حياتي معه، لكن في الوقت نفسه، لا أستطيع أن أنسى أو أتناسى ما بينه وبين والدته، أنا في صراع مرير، وابتلاء عظيم."


 الإستشارية تجيب: مرحبا بك، قرأت مشكلتك عدة مرات، وفي كل مرة أكتشف وأتأكد من أمر مهم، هو أن زوجك أيا كانت طبيعة العلاقة التي كانت تجمعه بوالدته، إلا أنه قرر أن ينهي تلك العلاقة، أي أن يتوب عن الذنب، إن كان فعلا كما تصفين في مشكلتك، وأيضا من الواضح أنه يجاهد نفسه وإلحاح والدته بقوة، في أعتقادي أن زوجك، بحاجة إلى مساعدتك في هذا الوقت، وأنك يمكن أن تكوني سببا في نجاته من دائرة الذنب والخطئية التي تجره إليها والدته.

هذا باختصار، وإليك بعض التفاصيل:

1. من الواضح أن هناك علاقة غير طبيعية، بين زوجك ووالدته، وهذا حسب ما تصفين في المشكلة، لكن أيا كانت طبيعة هذه العلاقة، فإني أنصحك بعدم التفكير فيها مطولا، وأن تتجنبي البحث في تفاصيلها، إن كنت فعلا تحبين هذا الرجل وترغبين في الحفاظ على هذا الزواج، فعليك أن تمضي بزوجك إلى الأمام، لقد اختار هذا الزوج، أن يتوب، وأن يطوي صفحة الماضي، وان يمضي بحياته إلى النور والتطهير، منذ ان تزوج بك، وربما قبل ذلك بكثير.

2. ويبدو أيضا أنه مصر إصرار كبير على هذه التوبة، ومستعد ليبذل كل جهده لمقاومة كل الأسباب أو الإغراءات، والدليل أنه يرفض العيش في بيت أمه، ويتجنبها قدر ما استطاعته، وبالتالي فهو هنا يستحق التشجيع بدلا من التقريع، لكي لا يصاب بانتكاسة.

3. بالتأكيد، ما كان يبنهما أمر شنيع كما وصفت، لكن نحن لا نعرف متى بدأ كل ذلك، ففي بعض الاحيان، تميل الأمهات غير السويات نفسيا، وبشكل خاص المحرومات أو المكبوتات جنسيا، إلى استدراج الصبية الصغار، سواءا الأبناء، أو أبناء الأقارب أو حتى الجيران، ومع الوقت يتعود ذلك الصبي على تلك العلاقة، دون أن يعي حرمتها، أو جرمها، أو حتى لا يعي بعد كم هي مثيرة للإشمئزاز، ويحتاج إلى الوقت، والوعي، لكي يستطيع أن يعي ما يمر به، ربما تعود على ذلك حينما كان طفلا، لكنه حينما بلغ، وأدرك ما هو عليه الوضع، توقف، وربما ليس بينهما أكثر من محاولات والدته اليائسة، والتي يواجهها بالرفض، لذلك أطلب منك عدم الذهاب بخيالك بعيدا، حتى لا تتخيلين أشياء قد لا تكون واقعية، يمكنك أن تتوقفي عند حد القول، أنها ربما إمرأة ( مريضة ) تعاني من مشاكل نفسية، وتحاول إغواء إبنها، دون أن تستغرقي في التفكير، إن كان هناك ثمة علاقة سابقة فعلا بينهما أم لا، لأن هذا سيريحك أنت بشكل أفضل.

4. في إعتقادي أيضا -وأنت حرة بالطبع في اتخاذ القرار- أنه ليس عليك مصارحته، أو مواجهته، لن تكون المواجهة مفيدة لمستقبل علاقتك به، أتركي هذا الباب مغلقا، كما وجدته منذ أن تزوجتي به، لقد أغلق باب الماضي، وانتقل للعيش في بيت منفصل، ليقطع على محاولات والدته الطريق، بينما لو ناقشت معه الأمر، ستتسبين في انهيار كل ما حققه حتى الآن، اسمحي له بأن يمضي إلى المستقبل بلا تبعات، تماما كما يحاول هو أن يفعل.

5. نصيحتي لك أيضا، أن تتجنبي الترحيب بوالدته في بيتك، لكي تقلل زيارتها لكم، وأن تشعريه بأنك لست متلهفة لزيارة بيت أهله، أي قللي تلك اللقاءات إلى أدنى حد، وحاولي أن لا تتركيه وحده حينما تزوران بيت أهله، أقول لك ذلك، لأني أجد أن زوجك يستحق المساعدة، لأنه يحاول أن ينجو، وقد قطع شوطا كبير جدا، وبقي أن تكوني إلى جانبه.

6. أجد أن تركك لمنزل الزوجية، وهو يمر بهذه الإغراءات خطأ، كوني إلى جانبه، ساعديه، لا تجعليه يشعر بالضعف والعجز أمام إصرار والدته، في المقابل، ليس عليك الشعور بالإشمئزاز، فإني ومن خلال عملي اليومي، تمر علي العديد من الحالات، وأجده في الحقيقة بطلا، لأنه يحاول أن يخرج من قالب وجد نفسه فيه منذ الطفولة ربما، هذه شجاعة، وتعني أن هذا الرجل يتمتع بالضمير الحي، ويرغب في حياة نظيفة، ومستقبل مستقر وآمن معك، انظري إليه بإيجابية، وتوقفي عن لومه حتى ولو كان ذلك بينك وبين ذاتك.

المصدر: 

     

 






حساباتنا على مواقع التواصل الإجتماعي





ودمتي بخير

أحدث أقدم

نموذج الاتصال