صمتها ذبحني… لكن بعد فوات الأوان
أنا مو هنا أبرّر، ولا أطلب تعاطف…
أنا أكتب عشان أقول لكل رجل متزوج: لا تغرك الطمأنينة الكاذبة، ولا تفهم صمت المرأة على إنه ضعف.
كنت متزوج من إنسانة نادرة، ناضجة، عاقلة، تحبني بصدق، مو بس كزوج… كانت تشوف فيني أمان عمرها.
كنت أعيش معاها حياة مستقرة، بسيطة، فيها مودة وسكون.
لكن يمكن هذا السكون أغواني… خلاني أظن إني أقدر أضيف حياة جديدة، وأمسك العصا من النص.
ضعفت… وخنت.
مو لأن فيها نقص، ولا لأنها قصّرت،
بس لأن نفسي الأمّارة غرّني فيها فكرة "أنا رجال وما يعيبني شي".
وما كنت أدري إن غلطتي راح تكلفني إنسانة، كانت كل عمري.
ويوم عرفت… ما صرخت، ما بكَت، ما كسرت،
بس سكتت.
صمتها ما كان عادي…
كان في نبرة صمتها كأنها تودعني، وكأن كل كلمة ما قالتها كانت أقوى من كل شيء كنت أتوقعه.
صمتها كان رسالة.
صمت المرأة المجروحة ما هو استسلام…
هو صبر نهائي، تمهيد للفراق، إغلاق للأبواب بلا رجعة.
صارت ساكنة، بس ما كانت هادية،
كانت تتحضّر…
للرحيل، للانفصال، للخلاص منّي.
كل ليلة كنت أراقبها تسكت… وتبرد… وتغيب، وأنا أحاول أمسك شي ضاع.
إلين جاء يومها… راحت.
نعم، اكتشفت أن صمت زوجتي بعد اكتشافها خيانتي لم يكن ضعفًا ولا انسحابًا، وإنما تمهيد للفراق.
ويا ليته فراق لحظي…
لقد قتلني فراقها، وقهرتني بمنتهى الهدوء والبساطة.
كل اللي كنت أظنه تحمّل… طلع قرارات داخليّة تتخذها وهي ساكتة.
وكل ما تذكرت وجهها وهي تجهز حقيبتها وتطلع من حياتي، بدون دمعة، بدون كلمة… أحس إن قلبي ينكسر مرّة ثانية.
نعم، صمتها قتلني… ثم ذبحني رحيلها.
والحين؟
أنا أعيش الذكرى… أسمع صوت سكوتها في غرفتي كل ليلة.
وأقولها من القلب لكل ريال:
إذا سكتت المرأة، لا تفرح، خف.
إذا بطلت تسأل وينك؟ خف.
إذا ما عاد يعنيلها ردك، خف.
ترى ما في شي أصعب من أنثى تحبك وتقرر تطلع من قلبها بصمت.
أنا خسرت أعزّ شي بسكوت ما فهمته…
فهموه قبل لا تعيشون ندمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق