زواج طليقتي من رجل آخر دمرني !!!!
تجربتي بعد طلاق زوجتي، هذا ما حدث منذ أن طلقتها ...
في لحظة من لحظات الاندفاع والغضب، قررتُ الانفصال عن زوجتي بعد زواج دام ثلاث سنوات. لم أكن أتوقع أن هذا القرار سيترك في قلبي جرحًا لا يندمل، خاصة عندما علمتُ لاحقًا أنها تزوجت من رجل آخر. لو كنت أعلم بذلك، ربما كنت سأتركها معلقة، على أمل أن تعود الأمور إلى نصابها.
"ذات يوم، بينما كنت أتجول في أحد الأسواق القريبة من حينا، رأيتُها صدفةً مع زوجها الجديد وابننا. ركض ابني نحوي فور رؤيتي، واحتضنته بشوق، وأعطيته بعض المال. قال لي: "يا بابا، تعال اجلس عند ماما". كانت لحظة مؤلمة، تمنيتُ لو أن الزمن توقف عندها. خرجتُ من السوق دون أن أدري كيف، وجلستُ في سيارتي أبكي بحرقة."
❝حين تطلّق رجلٌ من امرأةٍ أحبها، لا تظنوا أن الأمر سهل أو أن القرار كان مجرد تهور في لحظة غضب. الطلاق عند الرجال موجعٌ بطريقةٍ لا تُرى، لا تُقال، ولا تُدوَّن في صكّ المحكمة. يُكتَب الاسم، يُختم الورق، لكن الألم الحقيقي يُسكب في القلب ويظل عالقًا في تفاصيل الذكريات.
كنتُ قد تزوجتُ في سن مبكرة، وكنتُ أحب السهر والسفر والخروج مع الأصدقاء. كانت زوجتي تشتكي دائمًا من غيابي المتكرر، وتطالبني بالبقاء في المنزل. في إحدى المرات، احتد النقاش بيننا، وفقدتُ أعصابي وضربتها. أعترف الآن أنني كنتُ مخطئًا، لكن رد فعلها كان قاسيًا، فقد طلبت الطلاق وتركتني.
أشعر بالندم كل يوم، خاصة عندما أرى ابني يُربى على يد رجل آخر. أعلم أنني لا أستطيع تغيير الماضي، لكنني أتمنى أن تسامحني زوجتي السابقة، وأن تحرص على تربية ابننا تربية صالحة.
أنا رجل تزوجت في سن مبكرة. ثلاث سنوات فقط قضيتها مع زوجتي، لكنها كانت بحجم عمرٍ كامل. في البداية، لم أكن مستعدًّا للحياة الزوجية، رغم أني كنت أظن أنني كذلك. كنت أحب السهر، والسفر، والخروج مع أصدقائي. الحياة بالنسبة لي كانت مشوارًا مفتوحًا بلا حدود، بينما كانت هي تنظر للبيت كملاذ، وتنتظرني كل ليلة أن أعود إليها، فتحدثني عن يومها، وتطلب القرب لا المال ولا الهدايا.
لكنني، بكل أسف، لم أكن حاضرًا. جسديًا كنت زوجًا، لكن روحي كانت عابرة. أعود بعد منتصف الليل، أحيانًا لا أرد على اتصالاتها، وأحيانًا أخرى أنفعل فقط لأنها تسأل: "أين كنت؟". كنت أظن أن الحب وحده يكفي، أن الزواج لا يحتاج التزامًا عاطفيًّا، أن المرأة "تتعود"، كما يقال.
المشاكل بدأت تتراكم، وكان كل خلاف بيننا كأننا نفتح ملفًا قديمًا من العتاب. لم أكن أنصت. بل في آخر خلاف، خرجت عن طوري، وفعلت ما لم يغفر لي حتى الآن… رفعت يدي عليها. لم تكن صفعة جسد بقدر ما كانت صفعة روح، لها ولي. بعدها بيومين، طلبت الطلاق… وفعلتُها.
كنت أظن أني بهذا القرار أرتاح، أنني أستعيد "حريتي". لكن الحقيقة؟ دخلت بعدها في دوامة لم أخرج منها حتى اليوم.
مرّت شهور، وأنجبتُ من تلك الزيجة ولدًا، حين رحلت أمه، أخذتُه عندي لفترة، ثم ارتأيتُ أن يعود لأحضانها، فما من أم تُعوض. ظننت أن الأمور انتهت، لكن الحياة دائمًا تُباغتك حين تظن أنك تجاوزت الألم.
كان ذلك اليوم عاديًّا جدًا… ذهبت إلى السوق، أتجول، أشتري بعض الحاجيات. وإذا بي أراها… زوجتي السابقة، تمسك بيد وبجانبها رجلٌ لا أعرفه. رجلٌ آخر أصبح "زوجها". كل شيء في داخلي تجمّد. ما إن رآني حتى ترك يدها وركض نحوي، حضنني بقوة، قال لي: "بابا، تعال اجلس عند ماما". لم أجد ما أقوله، فقط احتضنته وأعطيته مالًا بيدي المرتجفة، ثم نظرت إليها، ابتسمتْ بهدوء… ثم التفتتْ لرجلها، وأكملوا طريقهم.
مشيتُ في السوق كأن الأرض تسحبني. لا أدري كيف خرجت. جلست في السيارة، غطيت وجهي بشماغي، وبكيت… بكيت كالأطفال، وكأن كل أوجاعي القديمة انفجرت دفعة واحدة.
أدركت حينها أني كنت أنانيًا. لم أفكر إلا في ذاتي. حتى عندما قررت الطلاق، لم أُفكر بابني، ولا بزوجتي، بل فقط بـ "راحتي". واليوم؟ راحتهم… صارت عذابي.
أكتب هذه الكلمات لا لأستعطف أحدًا، بل لأقولها لكل رجل: قد تظن أن الطلاق نهاية لوجعك، لكنه ربما يكون بداية عمر كامل من الندم. وأنا الآن، كل ليلة تمر، أتذكرها، وأتذكر كيف كانت تهتم بي، كيف كانت تلمّ أغراضي المتناثرة في كل مكان، كيف كانت تسهر على راحتي حتى عندما أكون نائمًا في أحضان إهمالي لها.
اليوم، أتمنى فقط أن لا تزرع الحقد في قلب ابني تجاهي، أن لا تقول له: "أبوك قصّر". أعرف أنني فعلت، لكنني الآن رجلٌ نادم… ورغم أن حياتها مضت، وحياتي كذلك، إلا أن قلبي ظلّ واقفًا عند لحظة الطلاق… وكأن الزمن لم يتحرك بعدها أبدًا.
"سامحيني… وإن قرأتِ كلماتي هذه،
فاعلمي أني مازلت أحملك في مكان خاص في قلبي،
ليس كزوجة، بل كامرأة أحبّت، وتحمّلت، ثم رحلت بشرف."
والله يسامحنا على كل وجع صنعناه بأيدينا.❞
رسالتي إلى كل من يمر بمشاكل زوجية: لا تتخذوا قرارات مصيرية في لحظات الغضب. فكروا في العواقب، وحاولوا حل الخلافات بالحوار والتفاهم. فالطلاق ليس دائمًا هو الحل، وقد تندمون عليه لاحقًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق