لماذا يكره الرجل طليقته، زواج الرجل السريع بعد الطلاق، تجارب الرجال المطلقين، هل يطلق الرجل زوجته وهو يحبها، لماذا يستفز الطليق طليقته.
كنت أكره طليقتي وأستفزها ... لأني في أعماقي أشعر أنها كسرتني حينما خلعتني !!!!
لم أكن أتصور أنني سأجلس يومًا ما، بعد مرور كل هذه السنين، أكتب عني وعنها...
عن الجريمة التي ارتكبتها بيدي، وأنا أظن أنني كنت أمارس حقي، وأنني فوق المساءلة.
سبع سنوات مرت، لكنها تأكلني كل يوم كما تأكل النار الورق اليابس.
حين تزوجتها، كانت صريحة معي منذ اليوم الأول.
قالتها لي بوضوح لا لبس فيه:
"لو كنتَ متزوجًا قبل أن ألقاك، لما قبلت بك، حتى لو كنت آخر رجل في الدنيا. لا أريد أن أشارك رجلاً مع امرأة أخرى. أريد أن أكون وحيدةً لك."
كانت واضحة حد القسوة...
وكان يفترض أن أحترم هذا الشرط، هذا الاتفاق الصريح، هذا العهد غير المكتوب.
لكني لم أفعل.
مرت السنوات الأولى من زواجنا جميلة، مستقرة، كنت أحبها، نعم أحبها، لكنني كنت غبياً بما يكفي كي أظن أن الحب وحده لا يكفي، أن من حقي أن أتزوج ثانية، أن أمارس رجولتي كما علموني خطأً، دون أن أحسب حساب قلبها أو مشاعرها أو كرامتها.
وفي لحظة رعونة...
تزوجت عليها.
لم أخبرها بطريقة محترمة، لم أناقشها، لم أعطها حقها حتى في معرفة الأمر مبكرًا.
تركتها تكتشفه وحدها، كأنها لا تساوي شيئًا في حياتي.
كأنها غريبة عني.
كأن قلبها الذي تركته أمانة بين يدي لا قيمة له.
انهارت.
بكت...
صرخت...
حذرتني يومًا بعد يوم.
قالت لي:
"لقد خنت الاتفاق... لقد طعنتني في أقدس منطقة بيننا."
لكني كنت أنظر لها بغرور، بعين رجل يرى نفسه فوق الحساب.
كنت أستهين بدموعها، أستهزئ بوجعها، وأسخر من تهديداتها.
حتى أقدمت على ما كنت أراه مستحيلًا:
رفعت علي قضية خلع.
طُلّقتُ منها رغمًا عني...
خلعتني، كسرتني، انتزعت نفسها من حياتي دون أن تلتفت، وكأنني لم أكن يوماً شيئًا يستحق أن يبقى.
ولم أتحمل.
لم أحتمل فكرة أنها رحلت بقوتها، بكرامتها، بإرادتها.
فعلت كل شيء لأكسرها بعد الخلع.
شوهت سمعتها...
أرسلت الإشاعات هنا وهناك...
حاربتها في حقها في حضانة الأطفال...
ابتززتها، هددتها، راقبتها، طاردتها، وكلما رأيتها مرفوعة الرأس، شعرت أن الأرض تميد بي.
لم أكن أكرهها حقًا...
كنت أكره نفسي في مرآة كرامتها.
كنت أكره هزيمتي أمام امرأة لم تركع لي.
مرت القضايا، مرت السنوات، والمحكمة أنصفتها.
بقيت هي الأم المثالية، القوية، الحنونة، وكنت أنا الرجل الغارق في فوضاه، في ضعفه، في هزيمته.
اليوم...
بعد سبع سنوات،
وبعد أن استقرت حياتها وتزوجت من رجل آخر يحترمها كما تستحق،
أكتب هذه الكلمات التي أعجز عن أن أقولها لها وجهًا لوجه:
أنا نادم.
أنا غبي.
أنا قليل أدب كما لم أعترف يومًا.
أنا خذلتها بكل الطرق الممكنة.
لم تكن تستحق كل هذا الألم.
كانت إنسانة عظيمة...
امرأة وهبتني قلبها، ووهبتني عمرها،
ولم تطلب مني سوى الوفاء بوعدي.
وخيبت أملها.
كسرت عهدنا.
كسرت قلبها.
واليوم، تعيش في عالم آخر، بعيد عني، بعيد عن ندمي الذي يحرقني.
واليوم، بعد أن فقدتها للأبد، عرفت أن الرجل الذي يستهين بامرأة وهبته قلبها لن يجد قلبًا آخر يعوّضه.
لا امرأة أخرى أعادت لي ما خسرته...
لا وجه آخر أنساني ملامحها...
ولا حضن آخر منحني الدفء الذي ضيعته بيدي.
أمشي وحدي في هذه الحياة كأنني جسد بلا روح، أبحث عن ملامحها في وجوه العابرين،
أفتش عن رائحتها في الأماكن التي كنا نمر بها سويًا، أكتب اسمها بيني وبين نفسي ثم أمسحه خوفاً من وجعي، ثم أعيده خوفاً أن أنساها.
هي لا تعرف...
ولا يهمها أن تعرف.
لقد أغلقت صفحتها معي إلى الأبد.
أما أنا...
فلا أزال عالقًا هناك... في تلك اللحظة التي أضعت فيها أثمن ما ملكت.
وسأبقى عالقًا...
مدى الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق