سكوتي فادني كثير مع زوجي

  صمت المرأة يقتل الرجل، هل يخاف الرجل من صمت المرأة، الصمت بين الزوجين أقصر طريق للطلاق، صمت الرجل عند الزعل، علامات عدم راحة الزوج مع زوجته، صمت المرأة في علم النفس، مرحلة الصمت في العلاقة.


خاطرتي عن "سكوتي اللي علّمني الكثير"

في لحظات كثيرة... كنت أظن إن الكلام هو طوق النجاة.
كنت أظن إن رفع صوتي، وإثبات موقفي، هو الحل الوحيد.
لين مرت علي مواقف... علّمتني إن بعض الانتصارات ما تجي بالكلام... تجي بالصمت. 🌸


أول مرة سكت... كان مع أخوي.
راح يصلح سيارته وقال لي ماراح أفضى لك،
ورغم إن المحاضرة تكنسلت... ورغم إنني انتظرته... ما زعلت.
رحت أتبرع بدمي بابتسامة، ودق علي وقتها وأنا ما كنت قريبة منه،
عصّب، وعاتب، وكلماته مرت من جنبي كأنها نسمة برد.
ما رديت، ما زعلت... بس ابتسمت لروحي.
وما انتهى اليوم إلا وهو ينتظرني عند الباب...
بيده غدانا، وبقلبه اعتذار ناعم:

"آسف، ما كنت أقصد أعصب عليك."
يا الله... كيف للصمت أن يُربت على قلوبنا هكذا؟ 💌


وثاني مرة... كان مع مديري.
اللي اعتدت مناقشته بكل شراسة.
لكن يومها كنت مكسورة، مرهقة... فقلت ببساطة:

"اللي يريحك... وابشر."
ومشيت.
وتركت الكلام يموت في حلقه،
وتركت الأيام تعلّمه...
إن المرأة الهادئة، قادرة على تحريك الأرض تحت قدميك بدون أن تصرخ.

رجعت بعد غياب، لأجد أن قراري أنا...
هو اللي اختاره بنفسه.
يا للدهشة... ويا لجمال السكوت الذي يحمل ألف كلمة.


أما ثالث مرة... كانت مع شريك حياتي.
شقة أحلامي كانت أمام عيني، ولم تكن أمام يده.
كنت أُلحّ... أجادل... أتكلم...
ثم تعبت.
واخترت السكوت.
ومع كل حديث عن بيوت جديدة، كنت أبتسم بهدوء.
ومع كل سؤال، كنت أختصر الإجابة بنظرة رضا صامتة.

حتى جاء ذاك اليوم...
وإذا به يُمسك بالمفتاح، ويبتسم لي، وكأنه يقول:

"هذي لك... وهذي لقلبي اللي عرف قيمتك."
اشتراها... واشترى فرحتي معاه.
بإرادته، وبقلبه، وبفلوسه.


تعلمت إن بعض الحروب تُكسب... بالسكوت.
بعض المعارك تُهزم... بكثرة الثرثرة.
وإن المرأة الذكية... تعرف متى تتكلم، ومتى تكتفي بالابتسام. 🌷

سكوتي...
كان عزّي، وكان ذكائي، وكان درسي الجميل.
ومهما كبرت الأيام، بظل أردد:

"مو كل رد يكون بكلام... أحيانًا أجمل رد... نظرة هادئة، وقلب راضي."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق