رسالة إلى الزوج الذي يريد الطلاق,كيف اخلي زوجي يتراجع عن الطلاق,طلاق المظلومة,فضفضة مطلقات,
رسالة وداع... من قلب لم يندم، لكنه تعلّم
يا من كنتَ يومًا وطني...
أجلس الآن وحيدة، كغيمة مثقلة بالمطر،
أحمل فوق كتفيَّ حزن مدن كاملة، وأحاول أن أكتب لك آخر الكلمات... قبل أن أنساك.
كنتَ لي الأرض والسماء، كنتَ دفئي في شتاء العمر الطويل،
وكان قلبي لك حديقة مفتوحة الأبواب، لا تسأل من أين يأتي الورد، ولا كيف بقيت الزهور حيّة رغم قسوة الرياح.
كم خفت عليك من الحياة...
كم احتملتك حين أوجعتني دون أن تشعر...
وكم دعوت لك بأصابع مرتجفة، وأنا أمحو دموعي على وسادتي الخالية.
لكنك حين صعدتَ، تركتني تحت الدرج، تنظر إلى الأعلى... دون أن تلوّح لي بيدك.
كبرتَ...
لكن قلبك ضاق بي.
كبرتَ...
ونسيت أنني أنا من سقيتك حلمك قطرة قطرة، حتى أينعت فيك الحياة.
أصبح حضورك بجانبي ثقيلًا،
وصارت خطواتك بعيدًا عني أسرع من أيامي الحزينة.
ورأيتك تتعثر بضحكات النساء الجدد...
ونسيتَ وجهي الذي كان مرآتك حين كنتَ تكره العالم كله إلاه.
يا حسرةً على قلب أحبّ دون قيد، وآمن دون شرط.
يا خسارة على زمن كنتَ فيه كل الوجوه... قبل أن تصير مجرد وجه عابر في ممرات الذاكرة.
لهذا، اسمعني جيدًا:
أنا لا أتوسل بقاءك، ولا أرجو عطفك.
أنا أفتح لك الباب بنفس اليد التي فتحت لك حياتها يومًا، وأقول لك: ارحل.
ارحل كما يرحل العابرون عن محطات لا يعرفون قيمتها حتى يفقدوها.
سأترك لك خلفي طيف امرأة لن تنساها، مهما ازدحمت حولك الوجوه.
امرأة كانت لك وطناً... صارت الآن قمرًا بعيدًا، لا تطاله يدك مهما ارتفعت.
في كل فرحة قادمة ستعرف أنني أنا من مهد لك طريقها...
وفي كل ضحكة ستدرك أن صوتي القديم كان أول نشيد لها.
لكنني لن أكون هناك...
سأكون بعيدة، حرة، نقية، كما خُلقت... لا تعلّقني ألقاب، ولا تكسرني خيبات.
أعدك،
سأمضي مرفوعة الرأس، كزهرة تنبت رغم شقوق الأرض.
سأجد رجلاً آخر... يرى النور الذي لم تبصره أنت.
رجلًا يفتخر بي كما أنا، دون أن يقيسني بوثيقة أو شهادة أو منصب.
وحين تلتفت يومًا، صدفة أو ندمًا،
ستجد الفراغ مكان قلبي،
وسأكون هناك، بعيدًا عنك، في مكان لا تصل إليه أنت ولا ذكرياتك.
أنا لا أعود لمن باع، ولا أطرق بابًا أغلقه صاحبه بوجه قلبي.
وداعًا يا من كنتَ يومًا كل شيء، وصرتَ اليوم لا شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق