تجربتي: كيف عالجت تعلقي بزوجي !!!

  احب زوجي لحد الجنون، احب زوجي واشتاق له، كيف أخرج زوجي من تفكيري، تعلقت بزوجي كثير، علاج تعلق الزوجة بزوجها، زوجي مل مني ماذا افعل، حبيت نفسي، حب النفس، كيف أحب نفسي، كيف أستعيد زوجي؟

كيف أنقذت نفسي من الغرق في زواجي؟

كنت متزوجة منذ ثلاث سنوات.
منذ اللحظة الأولى بعد زواجي، رميت نفسي بكل ثقلي العاطفي على زوجي.
لم أكن أملك خيارًا آخر.
كنت قد انتقلت لمدينة جديدة، لا أهل، لا صديقات، لا جيران أعرفهم،
كنت أنا وهو... فقط.

في البداية، كنت أواسي نفسي:
ـ "مع الأيام، سأكوّن صداقات، سأعتاد على حياتي الجديدة."
لكن الحقيقة كانت غير ذلك.
كل يوم كنت أغوص أكثر بوحدتي،
وكلما شعرت بالفراغ، تشبثت بزوجي أكثر وأكثر،
كغريق يتشبث بقشة، ظنًا منه أنها ستنقذه.

كل خروجه كان كارثة بالنسبة لي.
إن قال إنه ذاهب للاستراحة مع أصدقائه،
انهالت عليه مكالماتي ورسائلي:
"متى ترجع؟"
"طولت علي..."
"اشتقت لك..."
كنت أحاصره دون أن أشعر.
أنتظره كما تنتظر الأرض المطر،
أعدّ الساعات والدقائق والثواني حتى يعود.
وهو... تحمل بصبر فترة طويلة،
لكنه مع الوقت... بدأ يبتعد.

لاحظت تغيره.
كان يجلس أمامي لكن فكره في مكان آخر.
صوته جاف.
نظراته عابرة.
ضحكاته لم تعد صافية كما كانت.
كنت أعرف أنني السبب... لكنني كنت عاجزة عن التوقف.

ولم يقتصر الأمر على زوجي، بل انعكس على حياتي كلها.
أصبحت لا أحتمل زيارة أهله.
لا أرغب بالخروج.
لا أحب رؤية أحد من أصدقائه.
أشعر أن كل شيء ينقصه شيء: وجوده.

في كل مرة كنت أواجهه بلومي واحتياجي،
كنت أرى نظرة خفية في عينيه، نظرة الشفقة... والتململ.
كان متأكدًا أنني أحبه بجنون،
ومتأكدًا أنني لن أتركه مهما فعل.

وهنا... كانت الصدمة الكبرى بالنسبة لي:
أدركت أنني لم أعد تلك المرأة التي عرفها.
لم أعد نفسي.

كنت مجرد ظل مرهق،
ينتظر الحب ولا يجده.
ينتظر الاهتمام ولا يأتي.
ينتظر كلمة دافئة ولا يسمع إلا الصمت.

قررت أن أنقذ نفسي.
ليس من زواجي، بل من نفسي.


من يوم قررت أنقذ نفسي، بدأت أراجع كل تصرفاتي.

وقلت لنفسي:
ليش أعطيه كل وقتي؟
ليش أكون متوفرة له طول الوقت؟
ليش حياتي كلها تدور حوله وهو حتى ما يحس فيني؟
خلني أبدأ أغير من طريقتي... مو عشانه، عشاني أنا.

وأول خطوة سويتها؟
يوم قال لي: "اليوم بروح أستراحة مع الشباب."
قلت له وأنا أفتح اللابتوب قدامه:
"تمام حبيبي، انبسط ووسع صدرك."
وابتسمت له بابتسامة هادئة، لا فيها حزن ولا نكد.

وراح...
وانا؟
ما كلمته، ولا راسلته، ولا حتى فتحت جوالي.
جلست أقرأ، أشتغل على أشياء أجلتها من زمان،
رتبت لي جلسة هادية، شغلت شمعة، سمعت لي بودكاست ممتع...
ومرت الليلة وأنا مرتاحة، لا توتر، لا دموع، لا انتظار.

رجع من الاستراحة...
أنا نايمة!
يعني ما قعدت أستناه على الكنبة زي قبل، ولا نمت نص الليل وأنا أشيك الجوال.

وبعد كم مرة من نفس التصرف؟
بدأ يلاحظ، بدأ يتغير،
صار يسأل:
"وينك ما تردين؟"
"ليش نايمة بدري؟"
"كل شي تمام؟"

أنا ابتسم، وأقول:
"تمام التمام، بس صايرة مشغولة شوي... دخلت الجامعة، وعندي مهام."

سجلت في الجامعة فعلًا.
وسجلت في دورات تنمية.
وتعرفت على بنات كثير، وصرنا نطلع مع بعض،
ونسوي قعدات في البيت، نضحك، نتكلم، نخطط لمشاريع.

صار لي عالم غيره.
صارت لي حياة مو كلها تتمحور حول هو راح؟ رجع؟ اتصل؟ طنش؟!

وبنفس الوقت...
ما طنشته، بس صرت أتعامل بالعدل:
يعني إذا أعطاني اهتمام، أعطيه.
وإذا طنش؟ أنا بعد عندي أشياء تشغلني.

والمفاجأة؟
صار هو اللي يطاردني!
صار يرجع من الاستراحة بدري،
وصار يكلمني وهو هناك،
وصار إذا شافني ماسكة جوالي أو مشغولة، يقرب مني ويحاول يلفت انتباهي.

مرة سألني:
"وش فيك متغيرة؟"
قلت له بابتسامة:
"ما فيني شي، بس قررت أحب نفسي شوية أكثر."

ومن يومها...
عرفت إني كنت ظالمة نفسي وأنا أحصر حياتي في شخص واحد.
صح هو زوجي، وأنا أحبه،
بس بعد... أنا إنسانة، لي كياني، لي وقتي، لي اهتماماتي، مو مجرد ظل لشخص.

رسالتي لكل بنت مثلي؟
لا تعيشين تحت ظل أحد،
ولا تعطين الحب كله في سلة وحدة وتنسين نفسك.

توازني.
أحبي، وعيشي، واهتمي،
بس لا تنسينك.

ترى الرجل...
ما يحب اللي تطيح عنده.
يحب اللي لها قيمة، واللي إذا شافها، يحس إنها نعمة... مو عبء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق