زوجي ترك التدخين... وحملت.
أنا ما راح أتكلم من فراغ، ولا أنقل كلام دكاترة أو مقالات في الإنترنت... بتكلم عني، عن حياتي، عن شي كنت أحسبه مستحيل يصير، وصار.
أنا وزوجي كنا متزوجين من سنين، وكلنا ننتظر الحمل... ننتظر، ونتعالج، ونسوي تحاليل، ونراجع العيادات... وكل مرة نرجع من العيادة محبطين. أنا سويت كل شيء. نظمت أكلي، تابعت التبويض، استخدمت أدوية، حقن، أعشاب، مساج، دعاء، رقية... وكل مرة يطلعون الدكاترة يقولون: "تحاليلك ممتازة، مافي مانع واضح".
لكن في طرف ما كنا نلتفت له كثير... زوجي كان مدخن شره.
كل يوم باكيت، وبس يخلص يشتري ثاني، دخان ورى دخان، لسنين.
كنت دايم أقول له: "خفّف، تركه أحسن لصحتك وصحتنا..."
بس كان يرد وهو يضحك: "عادي، ترى وايد ناس مدخنين وعندهم عيال!"
لين جاء يوم، قرر يترك التدخين.
ما كان قرار سهل، وتعب وايد بالبداية... بس وقف.
وقف تمامًا، وصار يتنفس صح، صار نومه أهدأ، بشرته تحسنت، ريحته صارت غير... والأهم؟ جسمه بدأ يتنظف من كل سموم السنين.
وبعد 4 شهور من تركه للدخان... تأخرت الدورة.
حللت... وطلعت حامل.
أنا حرفيًا صرخت من الفرح، وجلست أبكي. مو لأني ما كنت أتوقع، لكن لأني حسّيت إن الله جبر بخاطري، بعد الصبر، وبعد القرار اللي كثير ناس يستهينون فيه: ترك الدخان.
للي ما يعرفون، التدخين يأثر على عدد الحيوانات المنوية، على حركتها، على جودتها.
مو بس يسبب سرطان وضيقة تنفس! حتى فرص الإنجاب يقللها، ويمكن يحرمك من أجمل شعور بالدنيا... إنك تكون أم، أو أب.
أنا اليوم أحمل طفلي ببطني، وأنا أبتسم...
وأقول من قلبي: "الحمد لله إنك تركت الدخان".
رسالتي لكل رجل يبي عيال:
لا تستهين بالدخان، لا تقول "ما له علاقة".
له علاقة بكل شيء... بحياتك، بصحتك، بزواجك، وبفرحتك.
ورسالتي لكل زوجة تعاني:
لا تسكتين، لا تستهينين، لا تظنين إن المشكلة بس منك.
اطلبي من زوجك يترك التدخين، وساعديه، وشجعيه... يمكن تكون هي هالخطوة، اللي تغير حياتكم كلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق