كنت راجع من بيت الأولى، تعب، بس مرتاح.
مرتاح لأن عيالي بخير، وقلبي مرتاح لأنها ما زعلتني،
رغم كل شي، رغم إن قلبي من فترة مو عندها.
وصلت بيت الثانية، ودخلت،
لقيتها قاعدة على الكنبة، والشنطة جدامها،
مو شنطة عادية… شنطة الخروج الأخير!
رفعت عيونها فيني،
وقالت بكل هدوء… الهدوء اللي يسبق العاصفة:
"يا أنا، يا هي."
صمت…
صمت وكأني تلقيت صفعة على وجهي.
أنا؟ أختار؟
شلون أختار بينهم وهم كل وحدة تمثل شي مختلف بداخلي؟
قلت لها:
"لا تقولين جذي، تهورتي، تعالي نتفاهم، أنا ما قصّرت معاك."
قالت:
"أنا ما أقدر أعيش بنص حب، ونص اهتمام. أبيك كلك، أبيك لي بروحي وبعمري، ما أبيك تكون موزّع. أبي أكون وحدي بحياتك."
كلامها كسرني…
لأنّي أحبها،
كنت أظن إنّي أقدر أرضي الثنتين…
لكن الحقيقة؟
ما تقدر تبني بيتين بنفس القلب، حتى لو حاولت تعدل بالتصرفات.
بس هنا، كنت لازم أكون رجل…
رجل بمعنى الكلمة، مو رجل بعاطفته فقط.
قصة: تزوجت الثانية وخسرت الأولى
رفعت عيوني فيها وقلت:
"أنا أحبك، وكل لحظة معاك غالية عليّ،
بس تطلبين مني أطلّق إنسانة ما جرحتني، ما خذلتني،
إنسانة يوم قلت لها إني بتزوج، ما لطمت ولا ناحت… بس قالت لي:
'أنا أم عيالك، وسأظل أحبك من بعيد'.
شلون أظلمها؟"
هي طالعني، ودموعها تنزل،
قالت: "يعني بتخسرني؟"
قلت: "لا، بس ما راح أربحك على حساب إنسانة طاهرة، صبورة، تستاهل كل احترام."
ما رفعت صوتي، ما جرحتها، بس عاقبتها…
بطريقتي.
تركت البيت يومين.
رحت بيت أهلي، وقلت لها:
"خذي وقتك، فكّري، إذا ودّك تكملين معاي كزوجة، أهلاً وسهلاً.
بس إذا ودّك تكونين الوحيدة، فهذي مو حياتي، ولا طريقتي."
خلّيتها تعيش الشعور اللي خلتني أعيشه،
شعور التهديد، التخيير، الضغط…
رجعت بعد يومين، لقيت البيت ساكت،
ما في شموع، ولا طبخ، ولا صوت ضحكتها.
هي؟
كانت تنتظرني، عيونها منتفخة من البكا،
قالت:
"أنا آسفة…
كنت أنانية، وخفت أخسرك، ما قدرت أستوعب كيف ممكن تحبني وتحب غيري."
قلت لها:
"الحب مو ملكية، مو سيطرة…
وأنا لما قررت أتزوجك، كنت أبيك تكملينني، مو تفرقيني عن أولادي وأمهم."
ومن يومها،
ما طلبت شي، ما كررت طلبها،
صار في احترام… مو بس لي، لكن للأولى بعد.
صارت تتصل على عيالي، وتبادر، وتغيّر قلبها.
رسالتي لكل رجل وامرأة:
إذا ما كنت عادل، لا تتزوج أكثر من وحدة.
وإذا ما كنت قوية، لا تقبلين برجل له شريكة ثانية.
لكن لو صار النصيب، فكونوا راقين، عدلين،
لأن الحب مو بالحيازة…
الحب بالإنصاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق